لقد مللنا من النقد والكتابة عن إهمالكم وفسادكم وتهور مسؤوليكم وصناع القرار في قيادتكم. ولم يبقى هناك فائدة من الكتابة، لانكم لا تقرأون، فالقراءة ليست من أولوياتكم، وإن قرأتم لا تفهمون ولا تفقهون، لأن عقولكم أصبحت جامدةً خامدةَ. وهذا ليس كلاماً ولكنكم برهنتم وبكل الطرق بأنها حقيقة لا لبس فيها، والمصيبة أنكم تفتخرون بهذا. فعندما نعتقد بأنكم قرأتم وفهمتم وستحاولون التغيير وستقومون بمحاولة تصفية الفاسدين، تقومون بجمع المسؤولين مثل قطع لعبة الدومينو وتخلطون القطع ومن ثم توزعونهم من جديد. فمن كان في دهوك ينتقل الى أربيل ومن في تلك القرية الى هذه القرية وهكذا دواليك. وعندما يقوم مسؤول بعمل إجرامي ويبدأ الناس بالمطالبة بمعاقبته، يعاقبه السلطان وملك الزمان بنقله الى مكان أخر وبراتب أعلى وصلاحيات أكبر. ولن أتحدث عن أنصاف الآلهة ومن حولهم، فهؤلاء لا يخطئون ولا يعاقبون، لإنه تسري في أجسادهم دماء الملائكة.
حقاً لقد برهنتم بإنكم مجموعة من قطاع طرق، لا تفقهون شيئاً غير الكذب والسرقة ووتتصرفون بغباء وجبنٍ لم أراه أو أقرأه من قبل. ألا يوجد في قيادة هذا الحزب شخص واحد يفكر بشكل صحيح. فها أنتم الحزب الأول عددا وقوةً في الإقليم، تمتلكون مفاتيح الخزائن، ملأتم جيوبكم وبيوتكم وسراديبكم بأموال الشعب، تخلصتم من كل من كان حجر عثرة في طريقكم، تفعلون ما يحلو لكم لا القانون يستطيع ايقافكم ولا العادات ولا التقاليد ولا حقوق الانسان… والقائمة طويلة جداً. ورغم كل هذا وذاك فإن الناس مازالوا يحبونكم وهم أحرارٌ في ذلك، ومازالوا يدعمونكم وهم أحرارٌ في ذلك، ومازالوا يتغنون بكم وهم أحرارٌ في ذلك أيضاً… بالله عليكم هل رايتم شعباً أطيب من هذا الشعب. لا تكونوا أغبياءاً وتخسروا مثل هؤلاء الناس. فقسماً بكل مقدس فإنكم لن تجدوا له مثيلاً في العالم. فهل من الصعب عليكم حل مشاكلهم الصغيرة والتافهة، فهم لا يريدون غير الراتب وهو حقهم وليست منيةً عليهم. فهم يقولون ويصرخون ومع كل ما فعلتموه و تفعلونه، نريد رواتبنا فقط لا غير!!! وليكن بيني وبينكم، فقيادي واحد من قيادات حزبكم، يستطيع وبكل سهولة حل المشكلة الاقتصادية لمدينة كاملة لو تنازل فقط عن حصته الشهرية من السرقات والمحسوبيات، فما هو بالك لو إقتربنا من مثلث برمودا، فالخير كله هناك. ويبدو إن قيادة الپارتي فهمت قيمة هذا الشعب الطيب ولم يرغب في خسارته وفي هذا الوقت العصيب، لِذَا أرسل قيادياً كبيرا وسياسياً محنكاً ورجلاً يعتبر من أغنى أغنياء كوردستان الى دهوك لحل مشكلة هؤلاء الطيبين. ولكنه فهم القصة بشكل مختلف كالعادة، فبدلاً من دفع رواتب الموظفين قام بإعطاء الأموال بالجملة لرؤساء العشائر وأغنياء المدينة. وبدلاً من حضوره لمكان تجمع الناس لتقديم مطالبهم المشروعة وبطريقة متحضرة، قام بأختصار الطريق والوقت وأخذ منظم التجمع لديه لسماع مطالب الموظفين منه شخصياً. انها حقاً خدمة سبع نجوم.
أتذكر قبل عقود من الزمن عندما وصل القيادي لمنطقتنا لتمشية أمور حزبه، أصبح عزرائيل يعمل لساعات إضافية كل يوم لتنظيف وسخه. فمثل هؤلاء لا يحبون الضجيج وأصوات الناس ويقدسون الهدوء ويعبدون الديمقراطية وحقوق المواطن والعدالة كلمة مقدسة لديه، لِذَا فهي محفورة بصبغة شعره السوداء على جبينه… يبدو إن قيادة الپارتي ملت من هذا الشعب ولا تبالي به، حتى أرسلت مثل هذا الفاسد كي يحل مشكلة الموظفين. أنا لا اريد هنا مخاطبة الموظفين، بل أريد مخاطبة أعضاء هذا الحزب ممن يؤمنون بصدق بهذا الحزب وتاريخه، لقد وصل حزبكم الى حافة الهاوية، ولم يتبقى الكثير حتى ينفجر الشارع بوجوهكم. فإذا كنتم حقاً تحبون حزبكم هذا، قوموا انتم أيضاً وساندوا مطالب هؤلاء الموظفين فهذا أقل من حقهم. وحاولوا تنظيف القذارة في حزبكم، فالشعب إن قام لن يرحمكم. ومثل هؤلاء القيادات في ذلك اليوم سوف يهربون بملياراتهم وجنسياتهم الحقيقية وبطائراتهم الخاصة، وسيتركونكم انتم بين يدي هذا الشعب الذي ذاق الأمرين، وأنتم من ستدفعون الثمن في الأخير.
- سياسي کوردي- نرويجي.
- (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)