لو أن شخصا سافر قبل سنتين من زاخو إلی الزاب الأعلی ليلا، کان سيری القليل من الأضواء علی الحدود. أما الآن فالأضواء تبدو کسلسلة مترابطة مع بعضها علی طول الحدود وکلها نقاط عسکرية ترکية إزداد عددها مؤخرا. والهجوم الترکي الجديد علی إقليم کوردستان لا يبدو مفاجئا، ولکنه جزء من خطة يتم تنفيذها علی مراحل. فترکيا تصرح علانية أن ولاية الموصل (إقليم کوردستان الحالي) ملكها وسوف تستعيده. والآن الفرصة مؤاتية لها لکي تخطو خطوة اخری نحو هذا الهدف؛ فالعراق حکومته مؤقتة ومشاکله دائمة، وأمريکا تمر بمرحلة الدعاية الإنتخابية وإدارتها بمثابة حکومة تصريف الأعمال ولدی ترکيا مخاوف من عدم فوز صديقها ترامب بالإنتخابات فتضيع منها الفرصة.
والأهم من ذلك فإن تدني وضع ترکيا الإقتصادي يدفعها للبحث عن مصادر للدخل. وکوردستان تمثل مصدر غني ومهم وسهل وقريب. وقد تساعد الخلافات الداخلية في کوردستان علی عدم وقوف الشعب بوجه ترکيا. وحسب العديد من البحوث العلمية فإن العراق يعتبر من أغنی عشرة دول في العالم بالثروات الطبيعية. فبالإضافة للنفط والغاز هناك العشرات من الثروات والمعادن الثمينة کالذهب، الفضة، الحديد، الکبريت، الرصاص، الزنك، الفحم و… الخ. وإن أغنی منطقتين هما کوردستان والأنبار. أما الأخيرة فيتم إستخراج معادنها. ولکن في کوردستان بإستثناء إنتاج محدود للنفط، فإنها ما تزال غير مستغلة وزاخو التي يقاتل فيها الأتراك حاليا هي إحدی أهم تلك المناطق الغنية.
فهل الکورد علی علم بذلك أم أنهم مشترکون مع ترکيا؟!
- تم نشر هذا المقال باللغة الکوردية في الموقع بتاريخ ٢٩ حزيران ٢٠٢٠