الانسانية تغرق في وحل الانتحار!

يقولون: “الرغبة نصف الحياة، أما عدم الاكتراث فنص الموت”. من هو المنتحر؟ يقول (مصطفى محمود) المنتحر هو إنسان خابت توقعاته ولم يعد يجد في نفسه الرغبة او العزم أو الاستعداد للمصالحة مع الواقع الجديد او الصبر على الواقع القديم والانتحار: هو قيام الشخص بقتل نفسه وتتعدد طرق الانتحار فمنها: قتل النفس بواسطة إطلاق العيارات النارية، شرب السم، استنشاق الغاز او المواد السامة، استخدام الادوات الحادة، الشنق، السقوط من الاماكن المرتفعة، الجرعات الزائدة من المخدرات والثمالة، حرق النفس، الظهور المفاجئ امام السيارات المسرعة عمداً… وفي كل عام يضع ما يقارب نحو (800000) نهاية لحياته. وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2016. بعض سمات السلوك الاتنتحاري تكمن في ما يلي: تقلبات مزاجية حادة، المشاعر الانتقامية والغضب، مستويات مرتفعة من القلق، الشعور بالوحدة و العزلة في وجود الاخرين، الصعوبة في اتخاذ القرارات، عدم الاهتمام بالنفس. قالت مارلين مونرو في رسالتها قبل الانتحار: “لدى إحساس عميق بأنني لست حقيقة تماما، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة وكل انسان يحس في هذا العالم بهذا الاحساس بين وقت واخر، ولكني أعيش هذا الاحساس طيلة الوقت بل أظن أحيانا أنني لست الا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا صنعه”. في هذه الرسالة يظهر لنا سبب من اكبر اسباب الانتحار وهي المفاهيم الخاطئة نرى من خلال كلمات مارلين بأنها لم تكن تفهم حقيقة ذاتها كإنسانة ولم تفهم بشكل صحيح دور هذا الذات داخل هذه الحياة الفانية.

أسباب الانتحار هي كالتالي: “التربية الخاطئة ولدت داخل المجتمع الكوردي أفراد متعطشين للعاطفة الجياشة، الام والأب الكوردي بحكم الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة وبحكم التربية القاسية حرموا اولادهم من هذه العاطفة، قليلا ما نجد ام او اب كوردي يعترفون بمشاعر الحب والحنان لأولادهم وقلیل جدا ما نری علاقة صداقة او قرابة فكرية او روحية بينهم. العلاقة السائدة هي علاقة الأوامر والنواهي وفرض الآراء وهذه العلاقة جعلت الفجوة كبیرة فیما بینهم، بحيث اصبحت عنوان هذه العلاقة القسوة وعدم التفاهم وعدم وجود حوار متكامل. وهذا العنوان هو الذي اوجده الفراغ العاطفي. العادات والتقاليد البالية هي التي تحكم الفكر الديني لدى أفراد المجتمعات الشرقية بشكل عام والمجتمع الكوردي لا يختلف كثيرا عن اقرانه، الدين حتى هذا اليوم يفهم بشكل خاطئ ومفاهيم هذا الدين تطبق حسب رغبات الأفراد وليس حسب المفاهيم الصحيحة. وهذه المفهاهيم الخاطئة كانت الام الوالدة للفراغ الروحي. الأوضاع الجيوسياسية الغير المستقرة لها الدور الأكبر في عدم الاستقرار الاقتصادي وهذه الأوضاع هي السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة البطالة بين أفراد المجتمع. بحكم المفاهيم الخاطئة وبحكم تسلط الرجل على المرأة دائما تكون المرأة ضحية لشهوات الرجل الحيوانية، حتى داخل حياتها الزوجية كثيرا ما تتعرض المرأة للأغتصاب من قبل زوجها. ودائما توصف المرأة بكلمات قذرة وفي اغلب الأحيان هي مهانة خلف الجدران المغلقة.

بعد ظهور التنكولوجيا الحديثة وبعد ثورت ترجمة الكتب الغربية والفلسفية وبعد رؤية الثقافات المختلفة اصبح عقل هذا الفرد القروي ضائعاً بين ما هو مفيد و صحيح وبين ما هو خاطئ وغير مفيد. وبين ما يرغب ويسطيع و ما بين ما لا يرغب ولا يستطيع. وهذه الاسباب كلها اجتمعت مع بعض وولدت الأمراض النفسية التي أدمنت على المشاهدات الغير اللائقة وأدمنت على المخدرات والحبوب المهدئة والكحوليات. وايضا علقت الفرد بعلاقات عاطفية فاشلة. العلاج: ١- تغير طرق التربية من خلال قراءة الكتب وحظور الدورات والندوات التدريبية وتنمية قدرات الأب والام التربوية. ٢- تعلم مهارات التعبير عن المشاعر وعدم كبتها اي كانت تلك المشاعر، تعلم فن الحوار. ٣- تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة اي التوعية الدينية وتقوية مكانة الشيوخ وتقوية خطابهم الديني وملء الفراغ الديني من خلال نشر المفاهيم الصحيحة والاخلاقيات الصحيحة وبناء علاقة روحية متينة بين الفرد والرب بحيث لا يتعلق قلب الفرد بالماديات الفانیة وبأن لا يكون فريسة سهلة للتعلق بأي شيئاً كان. ٤- أخذ خطوات جادة من قبل السياسين لتغير المسار السياسي والاقتصادي الغير المستقر. ٥- أخذ خطوات جادة من قبل المجتمع لجعل العدل أساس كل العلاقات والتحركات الانسانية والعملية. ٦- التوعية الفكرية من خلال تفعيل دور المفكرين والأخصائيين. ٧- رفع مكانة المرأة وتغير النظرة الدونية. 8- و‌ضع القيود على وسائل الانتحار. 9- دور الرعاية الصحية والتدخلات الوقائية للفئات الاكثر تأثراَ بالانتحار. 10- تفعيل دور الممارسات الاعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي.

  • (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top