لاحظنا في الاونة الاخيرة زيارة رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاضمي) لاقليم كوردستان-العراق للاطلاع على الاوضاع والمسائل العالقة بين الحكومة المركزية والحكومة المحلية. كما قام بزيارة عدة مناطق في محافظات الاقليم وأطلع على أوضاعهم المعيشية واستمع الى شكاويهم. ففي محافظة دهوك، قام بزيارة احدى القلاع التي اُعتقل وعُذب فيها الكثير من أهالي المحافظة في زمن النظام البعثي، وكانت عوائل الشهداء والمفقودين هناك في استقبال رئيس الوزراء العراقي، وارتفعت صيحة المرأة الكوردية التي تعرضت للحروب وعمليات الانفال والتعريب والابادة الجماعية وفقدت الكثير من أفراد عائلتها في هذه العمليات. حيث رأيناها تستنجد بـ (رئيس الوزراء) و تطلب منه أن يصون ويحافظ على إقليم كوردستان-العراق.
ان موقف المرأة الكوردية يثبت مدى الاحباط الذي تولد لدى الشعب الكوردي في هذا الاقليم و خيبة أمله بقياداته الكوردية التي انشغلت بعمليات الفساد ونهب ثروات واموال شعبه. حيث كان الشعب يتوقع من هذه القيادات عند استلامها السلطة في بداية التسعينيات بأن تيجعلوا من أقليم كوردستان نموذجاً يُحتدى به في التطور والنزاهة والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير. كون هذه القيادات كان لها تاريخ نضالي في محاربة الظُلم والدكتاتورية. ولكن ثبت لها العكس حيث إنشغلت هذه القيادات بتفضيل مصالحها الحزبية والشخصية على المصلحة العامة للشعب.
يعتبر موقف هذه المرأة دليل اَخر يثبتُ بأن الكورد على مدی التاريخ لا يستغلون الفرص بالرغم من المُكتسبات التي حصلوا عليها من الحكومات التي كانت تحكمه. وهذا قد يعود الى ولأئهم الى نظام العشيرة وحكم الشخص الواحد والى قلة خبرتهم في الامور السياسية والاقتصادية التي تبنى عليها الأوطان.
في الختام، أستطيع القول بأن عبارة (كوردستان أمانة عندك) التي استنجدت بها المرأة الكوردية برئيس الوزراء العراقي، قد أحدثت شرخا في صفوف الشارع الكوردي بين مؤيد ومعارض لهذه الصيحة التي هزت عروش القيادات والمسؤولين في الاقليم. هذه الصيحة المكونة من ثلاث كلمات فقط هزت حكم ثلاثين سنة. لذلك سارعت الجهات الاعلامية الحزبية عبر قنواتها الفضائية بقلب صيحة المرأة الى شعارات لمصلحة قيادات أحزابها أي كلمة حق يُراد بها باطل.