ليس سراً التعثر المتكرر في علاقة المجلس الوطني الكوردي في سوريا مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى حد إمكانية إعتبارما يُفرّق الطرفين أكثر مما يجمعهما إلى جانب حالة لا يمكن إنكارها من طلاق بائن بين جمهوري المنظومتين,فيما يعتبر أنصارالإئتلاف سلب عفرين و سري كانيى و أخواتهما”نصراً مؤزراً” يصنف أنصار المجلس الكوردي تلك المدن “منكوبة” يجب معالجة المأساة التي تعانيها سريعاً.
يستند المجلس الكوردي في تبرير إنضمامه للإئتلاف إلى أسس محقة في نظري و هي ضرورة مشاركة الكوردي في الحياة السياسية السورية العامة و رفض الطروحات الانعزالية غير المفيدة إلى جانب أهمية تمثيل الكورد في المحافل الدولية وما يشكله وجود المجلس في الائتلاف من طمأنة لتركيا بحكم إنها راعي رئيسي لمشروع الائتلاف.
في ظل ضعف الماكينة الإعلامية للمجلس الكوردي و عدم فهمه أساليب الحرب الإعلامية الحديثة حتى اللحظة من جهة و عدم تماسك المجلس في طرح أفكار و مبررات موحدة من جهة أخرى, كانت النتيجة خسارة موصوفة تكبدها المجلس شعبياً و نخبويا من إنضمامه للإئتلاف.
بعيداً عن الائتلاف و قريبا من الجزيرة, تم إعلان جبهة السلام و الحرية في “28يوليو2020” المكونة من المجلس الكوردي,المجلس العربي في الجزيرة و الفرات,تيار الغد و المنظمة الاثورية الديمقراطية.
و الطرفين العربيين خارج الإئتلاف و هنا يمكن طرح السؤال البديهي هل سيسحب المجلس و المنظمة حليفيهما الجديدين إلى مظلة الإئتلاف أم العكس؟؟
وجود التنظيمين العربيين خارج الائتلاف لا يتعارض مع علاقة لا تبدو سيئة-على الأقل علنياً-مع الائتلاف أو تركيا رغم ما تتركه الفكرة الكلاسيكية التاريخية عن متانة إرتباط عرب الجزيرة بدول الخليج في ظل استقطاب حاد بين محوري السعودية-الأمارات وتركيا-قطر.
يمكن إعتبار تفعيل الجبهة حلا مثالياً لمعضلة المجلس الكوردي في الحفاظ على وجوده ضمن مظلة سياسية سورية معارضة خصوصاً مع ضم تيارات سياسية أخرى للجبهة في الشهرين المقبلين و ضمان تمثيل المجلس الكوردي ضمن هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية و هكذا جبهة ستكون بعيدة و ربما مطمئنة للمحاور المتناحرة في المنطقة ناهيك عن كسب الشارع وسحب ورقة الائتلاف و تصرفات قياداته السلبية المكلفة شعبيا للمجلس من يد من يرفعها لإدانة المجلس في كل لحظة و حين.
- (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)