حلت الذكرى السادسة لاجتياح مدينة سنجار (شنكال) و مازلنا نترواح في مكاننا دون أن نعلم ماذا نريد! مرت الذكرى السادسة من الإبادة الايزيدية الأخيرة في مدينة سنجار 3/ أغسطس/ 2014 ومازال الإيزيديون يعانون من هول الصدمة التي لم يتم استيعابها حتى اللحظة لدى الكثيرين منهم. لقد أصابهم التشتت، الضياع، فقدان الثقة، الخوف من المجهول والمزايدات التي أحيكت ضدهم! لا شك ان المستفاد الوحيد من هذا التشتت الموجود في الشارع الايزيدي هو العدو الذي خطط و اشترك في إجتياح شنكال محاولة منهم بإنهاء الايزيديين عن بكرة أبيهم، لولا الغيرة الايزيدية وإصرارهم على مقاومة التنظيم المتطرف الذي تمكن من السيطرة على ثلث مساحة العراق. جبل شنكال كان الحامي هذه المرة أيضاً كما كان في أوقات آخرى بعد ان تخلى عنهم الجميع. تم ترك من وقف بوجه داعش وأشترك في قتالهم وجهاً لوجه بسلاحه في ساحة المعركة أو بقلمه في الساحة الإعلامية وحيداً يواجه العدو الخفي بعد تحرير الديار واستعادة المدينة من خفافيش الظلام الذين أرادوا إعادة التاريخ بما يسمى “أمجاد الفتوحات الإسلامية”.
أين هم أبطال الجبل وما أكثرهم؟! أين هم أبطال الكلمة الحرة وسعيهم الجاد للكشف عن المتعاونين مع داعش بالأسماء والعناوين؟! أين هم من تصدوا للمسؤولية بتبني القضية الايزيدية محلياً و دولياً؟! هل يعلم من يقود هذا المكون أن المواطن الايزيدي يعاني من الضياع وفقدان الأمل يوماً بعد يوم وهو يتابع ما يجري من أحداث دائماً ما يكون بطلها ايزيدياً ولكن للأسف ليس لمصلحة أهله وإنما لمصلحة الآخرين! التشتت السياسي، الإجتماعي والعشائري بات يهدد ما تبقى من الجسد الايزيدي الجريح أصلاً في وقت كان بالإمكان استغلال الفرص المتاحة والوقوف مع البطل الذي قاوم بسلاحه و من قاوم بقلمه و من قاوم في المحافل الدولية وعدم تركهم وحيدين دون ظهر يسندون اليه. وكذلك بتوحيد الموقف الايزيدي بعد الإبادة التي حلت بهم والتي لم تفرق بين زيد و عبيد أو أصفر و أخضر لأن الجميع كانوا كفار في نظرهم.
· (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)