الحكومة القوية تحتاج الى رئيس دبلوماسي صاحب قرار

في النظام السياسي سواء كان النظام برلماني او رئاسي او مختلط، اساس نجاحهم الارادة والعقل الدبلوماسي السليم للرؤساء الذين يكونون في اعلى هرم السلطة وليس فقط الدستور المكتوب. وخاصة السلطة التنفيذية مهمه لان للسلطة التنفيذية صلاحيات تنفيذية واسعة وكل القوة سواء القوة المسلحة او المال وهذان من اهم القوات الان في العالم وكذلك صلاحية تطبيق القانون والقرارات. ان القانون بدون هذه السلطة ليس له اهمية ويبقی حبر على الورق. كما هو معلوم كانت الشعارات الرئيسية في الحملة الانتخابية للحزب الديموقراطي الكوردستاني والذي كان يدير الحمله من قبل رئيس الحزب الرئيس (مسعود البارزاني) ونائبه (نيجيرفان البارزاني) ورئيس مجلس الامن (مسرور البارزاني) وجميع الكوادر واعضاء الحزب في انتخابات (٣٠/٩/٢٠١٨) كان الشعار هو (الحكومة القوية) والذي حاز على (٤٥) مقعد برلماني. وبعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات في اجتماع للحزب الديموقراطي برئاسة (مسعود البارزاني) اعلنوا عن مرشحيهم كل من (نيجيرفان البارزاني) لرئاسة الاقليم و (مسرور البارزاني) لرئاسة الحكومة وهي شخصيات سياسية و دبلوماسية.

يجب ان لا ننسى الدور البارز ل(نيجيرفان البارزاني) في رئاسة الحكومة واريد ان اتطرق باختصار واكتب عن بعض اعماله ودوره الايجابي حيث كان له الكثير من الاعمال الايجابية. دوره في السلام حيث اذا كانت هناك اي مشكلة خارجية او داخلية مثلا الحرب الاعلامية التي كان يقودها (حزب التغير) وجناح من الحزب (الاتحاد الوطني الكوردستاني) ضد الحزب الديموقراطي لكن (نيجيرفان البارزاني) كان يذهب الى مقراتهم ويجتمع معهم، ودوره في البناء والاعمار كان مهندس الاعمار و التقدم في البناء حيث جعل اقليم كوردستان مكانا للسائحين يزورونه من خارج البلد والداخل من وسط وجنوب العراق وجعل اربيل عاصمة السياحة للدول العربية لسنة ( ٢٠١٤)، ودوره الدبلوماسي بعد خيانة ١٦ اكتوبر ٢٠١٧ ضد اقليم كوردستان عامة و الحزب الديموقراطي خاصة. حيث كان هناك مخطط لانهاء ادارة الاقليم عن طريق الجيش لكن قوات البيشمركه تصدوا لهذا المخطط وأعطوا درسا للعدو لن ينسوه واوقفوهم عند حدهم في (ملحمة بردي وسحيلا). وايضا عن طريق فرض الحصار الذي بدأ به ايران بغلق المنافذ الحدودية وتوركيا بغلق المطارات والعراق بمنع السفر دون اذنهم الى الخارج.

لكن دبلوماسية (نيجيرفان بارزاني) و زيارته الى فرنسا جعل ميزان القوة يتغير وفشلت الخطة و فتحت ايران المنافذ وحتى بعد ذلك طلبت ايران من حكومة اقليم بفتح معابر اكثر وتركيا لم يغلق المنافذ الحدودية بسبب العقود الدبلوماسية والمالية والنفطية التي عقدها معهم رئيس حكومة الاقليم وقيدهم بانه أي تعامل سلبي مع الاقليم سيتضرر منه تركيا اكثر من الاقليم. لذلك لم تستطع تركيا غلق النوافذ ساعة واحدة وبعد فترة قليلة فتحت تركيا المطارات واصبحت اربيل مكانا أمنا لجميع الرئساء والبلوماسيين من الدول الاجنبية والمنطقة عندما ياتون الى العراق. والسياسة المالية كما توعدت برفع قرار قطع رواتب موظفي الاقليم، قرر اعطاء الراتب الكامل بدون نقص حيث كان قد قطع حصة الاقليم بقرار سياسي من قبل (المالكي). ولهذه الاسباب رشح لرئاسة الاقليم وسيكون له دور ايجابي وفق صلاحيات رئيس الاقليم في قانون رقم (١) لسنة (٢٠٠٥) الخاص برئاسة الاقليم. فوفق هذا القانون النظام السياسي يكون نظام مختلط قريب من النظام الموجود في الدستور الفرنسي لسنة (1958) وان هذا النظام هو الافضل للشرق الاوسط عموما وللعراق والاقليم خصوصا. لانه في هذا النظام صلاحيات رئيس السطة التنفيذية السطلة الذي بيده القوات المسلحة والمال موزعة على شخصين وهم رئيس الحكومة ورئيس الاقليم او رئيس الدولة اي انه لا تكون السلطة كلها بيد شخص واحد، لانه لو كان بيد شخص واحد مثل النظام البرلماني فتكون كل السلطة من صلاحيات رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية يكون له صلاحيات رمزية. هنا يجوز ان يصبح رئيس الحكومة رئيسا دكتاتوريا مثلا لو كان هذا النظام المختلط مثل نظام اقليم كوردستان مطبق في العراق وكانت الصلاحيات بيد شخصين لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لما كان يستطيع (المالكي) الذي اصبح دكتاتورا موقتا ان يسلم المناطق السنية للدواعش و يدمرها. وكان لا يستطيع قطع ميزانية موظفي الاقليم.

وفي النظام الرئاسي يكون للسطة التنفيذية رئيس واحد وله كل الصلاحيات التنفيذية و سيصبح دكتاتوريا كما كان جميع الصلاحيات بيد رئيس الدكتاتوري السابق (صدام حسين)، ولماذا اقول ان الارادة والدبلوماسية للاشخاص الذين يقودون السطلة التنفيذية مهمة اذا قارنا بعض الدول الغربية والاوربية مقارنة ببعض الدول في الشرق الاوسط والدول العربية، لتبينت لنا تلك الاهمية مثلا (الولايات المتحدة الامريكية) دولة اتحادية و نظامها رئاسي و ( المانيا) نظامها برلماني و (فرنسا) وفق دستور سنة (1958) لها نظام مختلط. اذا هناك ثلاثة دول لهم نظام مختلف لكنها دول متطورة و ديموقراطية مقارنة بدول الشرق الاوسط والدول العربية مثل (العراق وايران وتركيا ومصر ويمن و الخ). رغم انهم طبقوا انظمة متعددة ومتغيرة ولكن لن يصبحوا دول ديموقراطية و متقدمة لان الذين يصبحون رؤساء لتلك الدول ليس لهم نية وارادة دبلوماسية للتقدم والديموقراطية. هدفهم فقط البقاء في السطلة حتى وان دمروا البلاد وهلكوا الشعوب. وحكومة الاقليم في فترة ولاية رئيس الاقليم الرئيس (مسعود البارزاني) ورئيس الحكومة (نيجيرفان البارزاني) تطورت دبلوماسيا واعماريا و ديموقراطيا، رغم مواجهتهم للضروف الصعبة التي مروا بها والمخططات التي كانت يديرها العدو من كل الجوانب. لكن ارادتهم مع قوات البيشمركه المناضلة والشعب الكوردستاني الصامد انتصرت على جميع المعوقات والصعوبات ووصلوا الى محيط هاديء ومزدهر.

(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روزارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top