إخفاق أم بداية للطريق الى الديمقراطية الحقيقية؟

فشل ذهنية شيعة السلطة التي حكمت بغداد بعد سقوط النظام البعثي عام 2003

يبدو انه ماتزال المقولة الشهيرة (الحق ياخذ ولا يعطي) التي اطلقها الشيوعيون  قبل عدة عقود من الزمن لا تزال سارية المفعول وراسخة في عقول الكثيرين ان لم نقل اغلبهم الى يومنا هذا وسوف يستمر العمل بها في منطقتنا الى ما لا نهاية. وبعد ان تولت النخبة الشيعيه‌ السياسية الجديدة دفة الحكم في العراق، لم تغيره عن سابقه اي شي يذكر ولم تأتى بذهنية جديدة وانما بقيت المشاكل كما هي، بل تراكمت على بعضها البعض. فالواقع الخدمي لم يغير ولا يوجد نظام تربوي جديد ولا رؤية مستقبلية لحل القضية الكوردية العالقة منذ تأسيس الدولة العراقية على يد دولة بريطانيا سنة 1921. صحيح ان معظم ممن يحكمون الآن في بغداد هم كانوا في المعارضة وعملوا على تشويه سمعة النظام البعثي طوال فترة بقائهم في الخارج ولديهم شهادات جامعية من جامعات راقية في الداخل وخارج العراق. الا انهم فشلوا في تطبيق ما كانوا يدعون اليه ايام ماكانوا في خارج الوطن من مبادى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

فشل السنة من خلال تسليم مناطقهم الى داعش بعد الاعتصامات التي اقامتهم في محافظة  الانبار

كان على الطبقة السياسية السنية المشاركة في سلطة الحكم في وسط العراق ان يتقبلوا بأمر الواقع وكان عليهم ان يفهموا ان صدام حسين كان عدوا لكل الشعب وليس فقط للاكراد وحدهم او للشيعة. وكذلك دخل العراق في دوامات وحروب خارجية استمرت لعقود من الزمن اضافة الى المشاكل الداخلية في كافة المجالات وبقاءها دون حل الى يوم سقوط نظامه القمعي. الطبقة السياسية او النخبة السياسية السنية تعاونوا من جهة وشاركوا مع الكورد والشيعة في تشكيل الحكومة بعد السقوط. وفي نفس الوقت حاولوا ان يفهموا سكان محافظاتهم انهم مظلومون وان حقهم مسلوب ودعوا سكان تلك المحافظات الى عدم  التصويت على الدستور وعلى اي مقترح او مبادرة تأتي من الشيعة أو من الكورد وكذلك لم ياتوا بما هم يرونه مناسب لانقاذ الوطن والفوضى التي دخل الى مناطقهم مما ادى الى تعاون محافظاتهم  مع جهات خارجية ارهابية وجعلوا من مناطقهم حاضنات لتلك المجموعات الارهابية. مما ادى الى سقوط مناطقهم وتهجير سكانها وعانوا سنوات تحت حكم ابشع منظمة ارهابية عرفها التاريخ.

فشل الاكراد في رفع راية السلام والاكتفاء بمراقبة ما يجري في الساحة العراقية.

كان على الاكراد ان يتصرفوا باكثر حكمة والاستفادة من المفاوضات التي كانوا يجرونها مع الحكومات المتعاقبة على سلطة الحكم في العراق، ابتداءا من زمن الملك فيصل الاول ومرورا بجمهورية الزعيم عبدالكريم قاسم الى نهاية سقوط الحكم البعثي عام 2003. حيث عان الاكراد على يدهم ابشع الجرائم من هدم وتدمير القرى والمدن وتعريب المنطقة ونفي البعض منهم وسكن البعض الاخر في مجمعات قسرية واعتقال الرجال وخطف النساء وضرب المدن بالاسلحة المحضورة دوليا والتى اعتبرها المجتمع الدولي جرائم ضد الانسانية. كل هذا وعاد الاكراد الى وضع نفسهم تحت رحمة الطرف السني الذي يظن انه خسر كل شي وعليه استعادة ما فقده في الامس القريب وتحت رحمة الطرف الشيعي المنتصر لتوه والمدعوم من قبل ايران وذات الاغلبية السكانية في البلد. كان على الاكراد منذ البداية ان لا يثقوا بذهنية وعقلية الطرفين الاخرين والتمسك بمشروع نائب الرئيس الامريكي في ذلك الوقت جو بايدن ومحاولات اقناع الطرفين الاخرين بان هذا المشروع هو افضل الحلول  لبقاء العراق موحدا. خصوصا ان مشروع جو بايدن ليس تقسيما للبلد وانما هو تقسيم اداري للعراق وكل ادارة لها منحة مالية تناسب عدد سكانها وكذلك لها خصوصياتها من الناحية القضائية.

(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولا تعبر عن رأي موقع أو جريدة روزارتيکل)

 

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top