صرخة ألَمْ!

بعد فترة سبات طويلة كنت بصدد كتابة مقالة جديدة، ولكن عندما حدثت الأحداث الأخيرة في كوردستان، وكواجب أخلاقي ووطني رأيت بأنه ومن باب أضعف الإيمان كتابة بعض الكلمات تضامناً مع الإخوة الأبطال الذين تحدوا الإرهاب والاغتصاب اليومي لجنوب كوردستان من قبل أحقر وأقذر شعب وحكومة عرفه التأريخ يوماً. ولا أقول هذا من باب الحقد أو الكراهية بسبب أستعمارهم وأحتلالهم لكوردستان فقط، ولكن هذه هي حقيقتهم، فقلائل من الشعوب التي عاشرت الأتراك ولم يتغنوا ويكتبوا الشعر في قذارتهم وسفالتهم وكراهيتهم للإنسانية. وعلى سبيل المثال لا الحصر يقول أحد الشعراء العرب عند مروره في بلادهم: شعب إذا صَفِعَتِ النِعالُ وجوهَهُمْ لشَكَتِ النِعــــــالُ بأي ذنب تُصفَعُ. ولكن صرخة الألم هذه المرة ليس سببها ما يفعله هؤلاء بالكورد، ولكن الصرخة الحقيقية والألم الحقيقي نابع من طعن الحكومة والأحزاب الكوردية لابنائه، بسبب موقفهم الجرئ والبطولي في وجه الاحتلال. هذا الموقف الذي أرجع قليلا من ماء الوجه لحكومة الفساد وأحزاب التَرَلَلْلِي والشعب الكوردي في جنوب كوردستان.

أنا لا اريد أن أحمل حكومة الفساد وأحزاب التَرَلَللي في الإقليم حِملاً اكبر من طاقتهم، فهم اصغر بكثير من أن يتجرأوا على الوقوف بوجه تركيا او إيران أو حتى العراق وسوريا وهم في أسوء حالاتهم. ليس لضعف الكورد أو عدم قدرتهم على ذلك ولكن لان النضال والوطن والقومية والدولة ليست من أولويات الدكاكين السياسية الموجودة لدينا، فيكفيهم القذارة والوحل الذي يعيشون فيه. ولكن ما كنت اتمناه من كل قلبي أن يتركوا هؤلاء القلة من الشباب أن يرجعوا للكورد وجنوب كوردستان بعضا من الكرامة التي فقدناها بسبب شلة الحرامية والفاسدين الذين اصبحوا الأغلبية الساحقة. كنت أتمنى أن يقبضوا على شخصٍ واحد ممن باعوا نصف كوردستان للمحتل العراقي في ليلة واحدة ولم يتجرأ أحد علی الاقتراب منهم. كنت أتمنى أن يقبضوا على حرامي واحد، حتى ولو كان كبش فداء لبقية الطبقة الحاكمة في الإقليم. كنت أتمنى بيان تنديد واحد ضد القصف اليومي للإقليم من قبل محتلي كوردستان. وكنت أتمنى وأتمنى وأتمنى ولكن رأت الحكومة الجبارة الوطنية الكوردية أن تحقق أمانينا بالقبض على كل من تمنى أو أراد من الناس أن يتمنوا، أنها حقا خدمة سبع نجوم. فحكوماتنا وأحزابنا مَثَلُهم کمَثَلُ الراقصة المتمكنة في عملها، والذي يتحكم فيها الطبال وهي تهز جسدها العاري الملئ بالإغراء على دقات الـ تَك والـ تُم، وللأسف فأن الطبالين الترك والعرب والفرس متمكنون في هذه المهنة ولا يعطون لراقصاتنا فرصة الخروج عن الـ تَك والـ تُم. ومن هنا أقدم تعازي الحارة لاهالي الأبطال الذين دافعوا عن كرامة هذه الشعب وأنحني أحتراماً وإجلالا أمامهم. وأتمنى للجرحى السلامة والشفاء العاجل والحرية لأصحاب الكلمة الحرة. وأتمنى للأحزاب الكوردية قاطبةً الشفاء العاجل من الفساد والجبن والخيانة والعمالة.

  • مدير تحرير النسخة الاکترونية لـ (روز ارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top