شهد قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية أبشع جريمة ضد الانسانية. فالحادث الذي حصل مع السيدة (سيوان) وابنائها احرق قلوب الكثير. ولكن ماذا يفيد حرق القلوب بعد حرق الابرياء وبعد فوات الاوان. وقعت الجريمة البشعة عندما أقدم زوج الضحية في يوم الاحد 16-12-2018 بإضرام النار في منزله ما أدى إلى حرق ثلاثة من أبنائه ممن كانت تتراوح أعمارهم بين ستة إلى خمس سنوات وإصابة الزوجة “سيوان قادر” ذات الـ23 عاما بحروق تجاوزت نسبتها 90%. وفور انتشار الخبر ووصوله الى رئيس وزراء إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني مساء الاحد، امر بنقل السيدة المصابة إلى تركيا لتلقي العلاج اللازم في أفضل المشافي هناك. واكد مكتب نيجيرفان البارزاني انه قد أجرى اتصالا هاتفيا مع أقرباء “سيوان قادر” وجرى تبليغهم بأن رئيس الوزراء أبدى استعداده الكامل لمساعدتها بكل ما يلزم وأن يتم نقلها بطائرة خاصة إلى أفضل مستشفيات تركيا لتلقي العلاج اللازم. وذلك بعد استحصال موافقة الأطباء على أن حالتها تسمح بنقلها إلى تركيا.
في يوم الإثنين 17 كانون الأول 2018 لقي الأطفال الثلاثة مصرعهم، ومع الاسف الشديد كانت يد الموت أسرع إلی امهم ايضا. ففي صباح اليوم الإثنين 24 كانون الأول 2018 فارقت هذه السيدة الحياة بعد أن رقدت في المستشفى لمدة أسبوع متأثرة بإصاباتها البالغة. هذه هي ثمرة سكوت النساء على العنف الذي يقام عليهن وعدم بوحهن بالعنف والاهانة الذي يمارس عليهن من قبل ازواجهم بحجة الستر والخوف من كلام المجتمع. اي زواج هذا، واي تفكير واي معتقد هذا؟ وكم من (سيوان) لدينا وكم من سيوان الان يتعرضن للعنف والتعذيب الوحشي من قبل ازواجهن ولا يستطعن النطق بالكلام، فقط لكي لا تغدو مطلقة ويجب عليها السكوت وان تستر نفسها كما يوجهونها من حولها لاسباب عشائرية و… الخ!؟ كم من (سيوان) تلهب جسدهن بالنار والحرق مع اطفالهن بسبب سلوك ازواجهم الطائش والمغفل!؟
كم من سيوان يتعرضن للعنف والتعذيب ولا يستطعن البوح بذلك، لان ليس لهم حاضن او سند يأويهن وليس هناك جهات او مؤسسات رسيمة او منظمات يضمنون حمايتهن او يدافعن عن حقوقهن، كواقع وليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي. كم من فتيات تحت دائرة الظلم ينتظرن الامل والنور لتخليصهم من هذا الظلام الدامس. ام ينتهي بهم المطاف كسيوان وغيرهن ولا احد يعلم عنهم شيئا الا بعد فوات الاوان!
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي صفحة او جريدة روز ارتيکل)