نيجيرفان البارزاني من مهندس الإعمار إلى الشخصية الكاريزمية

لا شك بأن الشخص الذي يتم اختياره لمنصب معين أو للقيام بإدارة مؤسسات الدولة يشترط ان تتوافر فيه بعض الصفات التي تؤهله للقيام بمهامه و أن يكون ذو خبرة واسعة و رؤية جيدة للأحداث التي يمر بها البلاد و ما يترتب عليه من نتائج للقيام بما يتناسب مع التغيّرات التي قد تحدث. بعد اجتماع مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بتاريخ 3 كانون الأول 2018 برئاسة الرئيس مسعود البارزاني وترشيح السيد نيجيرفان البارزاني رئيساً لإقليم كوردستان. قد يتساءل البعض لماذا أختير السيد نيجيرفان البارزاني لرئاسة الإقليم؟ وتحديدا في هذه المرحلة.

بالعودة الى السنوات التي عمل فيها السيد نيجيرفان البارزاني كرئيس لمجلس وزراء الإقليم خاصة في العشر سنوات الماضية. مرّت حكومة الإقليم بالعديد من المراحل الحساسة والأحداث المتغيرة في البلاد والمنطقة بشكل عام. خاصة في المجال الاقتصادي والسياسي. ففي تلك السنوات تحمل العبء الأكبر لتلك الظروف التي مرت بها حكومة الإقليم. وفي السنوات الأخيرة لقب السيد رئيس الوزراء بمهندس الإعمار. لأن الإقليم أصبح يتطور بشكل ملحوظ من خلال إستقدام الشركات الأجنبية للتجارة والإستثمار وذلك لتقوية البنية التحتية لإقتصاد الإقليم وإعمار المدن وتطوير منشآت الدولة وكذلك إستخراج الثروات الطبيعية وإبرام العقود التجارية مع دول الجوار وغيرها من الدول، وإعطاء الفرص للشركات الداخلية وأصحاب رؤوس الأموال للعمل في محافظات الإقليم. خاصة في العاصمة أربيل وذلك من أجل تقوية الإقتصاد وتقليص العبء الكبير على الحكومة في الفترات التي كان يمر بها الإقليم من أزمات إقتصادية وقطع الميزانية. فمن خلال هذه التجربة الناجحة للسيد رئيس الوزراء أصبح إقليم كوردستان يمتلك بنية تحتية اقتصادية قوية. وأصبح مكانا مقبولا وموثوقا للشركات التجارية للعمل فيه.

الكاريزما كلمة يونانية في الأصل وتعني القدرة في التأثير على الاخرين إيجابيا  وتشير الى الجاذبية والحظور القوي الذي يتمتع به بعض الأشخاص في قيادة المسائل الحساسة. وهذا المصطلح ينطبق على شخصية السيد نيجيرفان البارزاني لأنه يمتلك الصفات التي تؤهله بأن يكون في أعلى مراتب السلطة وإدارة القضايا القومية الحساسة. وقد إكتسب الخبرة الكافية لأن يكون المرشح الذي لا بديل له بعد الرئيس مسعود البارزاني وأن يتسلم هذا الشرف الكبير بأن يكمل ماقام به الرئيس مسعود البارزانى من قيادة المسائل القومية وتوحيد الصف الكوردي وتقوية العلاقات الدبلوماسية. إذا علينا القول بأن السيد رئيس الوزراء يتمتع بالشخصية الكاريزماتية. لأن أهم الصفات التي يمكن لأي شخص أن يكون في هذه المرتبة لابد وأن يتمتع بالصفات القيادية والشخصية المقنعة والحضور القوي في المكان الذي يعمل فيه وأن يتمتع بقدرة كبيرة في التأثير إيجابيا على من حوله والتفاؤل في حل المشاكل وكذلك التعامل مع كل الظروف من أجل مصلحة البلد.

وكان قرار الحزب الديمقراطي الكوردستاني صائبا و متوقعا أيضا بأن يتم إختيار شخص يمتلك هذه الصفات التي يحتاجها الإقليم في هذه المرحلة. وبحكم علاقاته الدبلوماسية مع الدول العظمى وغيرها من الدول نتيجة سياساته الحكيمة تجاه القضايا الكوردية وخاصة في السنوات الأخيرة من خلال استقباله للوفود الدبلوماسية ذوي المستويات الرفيعة والدخول في التحالفات مع الدول العظمى، أصبح الإقليم كيانا سياسيا ناجحا ومعترفا دوليا. وكذلك وضع علم إقليم كوردستان بدل العلم العراقي في الكثير من الدول التي كان يزورها الرئيس نيجيرفان خلال مراسيم استقباله وإجتماعاته مع قادات تلك الدول كان سببا كافيا بأن يعترف العدو قبل الحليف بأن حكومة إقليم كوردستان تمتلك الشخصية الدبلوماسية المؤثرة في المنطقة خاصة في الدول التي كانت تسمية كوردستان فيها مرفوضة.

·         بکالوريوس بالقانون

(المقالات تعبر عن رأي القراء ولا تعبر عن رأي موقع او جريدة روز ارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top