الامطار نعمة ام نقمة علينا؟!

مدينة سنجار (شنكال) كانت أحدى أهم المدن الزراعية في فترة ليست ببعيدة. لكن سنوات الجفاف والقحط حولتها إلى مساحات صحراوية قاحلة يصعب في أكثر الأحيان توفير الماء الصالح للشرب فيها. كل شيء في شنكال كان ذا طعم خاص ونكهة مميزة. لكن أهمالها من قبل السلطات التي حكمهتا كان أحد الاسباب وراء هجرة ساكنيها حتى قبل مجيء داعش واجتياحها في 3 اغسطس 2014 ليقتلوا كل شيء جميل فيها، من خلال نشر القتل و الرعب في أراضيها. التغيرات المناخية وانعكاسها على المنطقة تسبب بسقوط نسبة كبيرة من الامطار فاقت المعدلات السنوية بنسب عالية حسب الانواء الجوية العراقية. والتي تنبأت بإستمرار سقوطها حتى نهاية الاسبوع القادم.

سقوط مثل هكذا معدلات عالية من الامطار مع بداية الشتاء افرحت نوعا ما الجهات الحكومية المتمثلة بوزارة الموارد المائية والزراعة. على اعتبار أن العراق أخذ حاجته من المياه الموسمية التي تم خزنها في السدود الموضوعة على نهري دجلة و الفرات. لكنها اصبحت نقمة على النازحين بالدرجة الاساس وبعض المناطق السهلية في وسط البلاد، التي تعرضت لسيول هائلة تسببت بأضرار لا تعد ولا تحصى. مدينة شنكال هي الأخرى لم تكن حالها أفضل، بل تضررت واخذ ساكنيها نصيبهم من المعانات. إذ تسببت الفيضانات بقطع الطريق الرئيسي الرابط بينها وبين تلعفر والموصل، لتصبح المنطقة معزولة كليا عن محيطها الخارجي لأن طريق شنكال-سحيلة- دهوك مغلق أصلا لأسباب يجهلها الإيزيديون من دون غيرهم.

شنكال من بين جميع المدن التي اجتاحها داعش لم تعد الحياة إليها حتى الآن رغم تحريرها منذ أكثر من سنتين. نتيجة الصراعات السياسية عليها وما نسبته 80% من أهلها نازحين في كوردستان العراق منذ أكثر من 4 سنوات. إذ أن الاقليم والمركز متفقون فيما بينهم على مسائل أكثر أهمية، لكنهم مختلفون عندما يتعلق الأمر بشنكال وأهلها على وجه الخصوص.

  • نازح من شنگال

(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولا تعبر عن رأي موقع او جريدة روز ارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top