أنضحكُ أم نبكي على حالنا

شر البلية ما يضحك، انني اكتب هذه الكلمات وقلبي يتقطع لألف والف قطعة من الغضب الذي يعتريني على أبناء جلدتي. أذا ما كان هناك أو ظل هناك شيء اسمه أبناء جلدتي، لان الأعداء في الداخل والخارج نجحوا في تفرقة الكورد لمئات الفرق والتيارات والتي همهم الأول والأخير أن ينالوا من بعضهم البعض ويتمرغوا في عجين الخيانة والتملق للمحتل.

فمن اليوم ولاحقا لا تصدق أحدا يقول لك بانني كوردي مخلص وأحب كوردستان من هؤلاء السياسيين والمتحزبين وحتى الغالبية العظمى من المثقفين وهو يحاول النيل من كوردي مهما كان حقيراً وفاسداً لمصلحة المحتلين. لا تصدق أحداً من الكورد مهما كان حجمه وثقافته وهو يحاول النيل من لغة اجداده لكي يضحك الآخرين أو لكي ينقص من كوردي اخر في الجانب الاخر او المدينة الأخرى. لا تصدق من يطلقون على أنفسهم بالمثقفين وهم يعملون بكل جد وكفاح كي لا يكون للكورد كيان خاص او قومية موحدة، مهما كانت اسبابه. لا تصدق سياسياً وهو ينتقد سياسياً كوردياً اخر على شاشات وقنوات المحتل، مهما قال ومهما كانت نظريته أو مهما كانت أسبابه، لانه يظل المحتل أعلى مرتبة في العداء والضرر. لا تصدق أو تؤمن أبداً لسياسيٍ او مثقفٍ أو كاتبٍ وهو يقف ضد الدولة الكوردية المستقلة مهما كانت حججه او أسبابه أو دوافعه، لان المحتل لأرضك لديه أيضا أسباب ودوافع حين يحتل بلدك. لا تصدق أو تدعم سياسياً في قضية أو مسألة تعود على المحتل بفائدة. لا تصدق أو تؤمن لسياسيٍ أو مثقف أو كاتب يفضل جنة المحتل على أرض ووساخة الوطن، لأن جنة المحتل فقط للنظر ولن يأتي يوما تكون صاحبها، وهي قائمة على أحتلال أرضك وعقلك ومتى ما حررت الثاني حررت الأول. لانه حتى الذُبابَةِ بوساختها وحقارتها تفضل الوساخة والقذارة التي تربى عليها من الورود الجميلة الزكية التي ستقتلها وتفنيها. لا تصدق سياسياً أو مثقفاً يدعي الثقافة والوطنية وهو يحاول بكل جهدٍ أن يشوه سمعة أخيه الكورد لمصلحة شخصية أو حزبية بحيث يكون المحتل هو المستفيد من ذلك. لا تصدق سياسياً أو مثقفاً يحاول ولو محاولةً بسيطة تجميل المحتل والاحتلال. لا تصدق سياسياً أو مثقفاً يتحدث أو يقول أو يتعهد بشئ مهما كان وفيه مصلحةٌ للمحتل؛ وقد قلتها سابقاً وأكررها ” أذا ما توافقت أرائك ومواقفك ومصالحك السياسية مع أراء ومواقف ومصالح محتلي بلدك فأعلم بأنك خائن”. فكم من خائن بيننا نحترمه ونتعامل معه نجامله ونتملق له، سواء أكان سياسياً أو مثقفاً، طالباً أو أستاذاً، إمرأةً أو رجلاً، شاباً أو كهلاً..

مع الأسف الشديد فعندما أنظر وأستمع الى التلفاز أو أو أقرأ للكورد على صفحات التواصل أو المقالات وما الى ذلك، أشعر بالخجل من قوميتي وقلةِ حيلتي في عدم أستطاعتي فعل شيء لهؤلاء الحثالة الذين شوهوا الكورد ونضالهم. إنها كارثة حقيقية عندما نرى سياسيينا! ومثقفينا وهم يتخبطون ما بين هؤلاء وتلكم الأحزاب والأشخاص والأفكار، كل يوم في حضن احد ينامون دون أن تعرف لهم هدفاً واضحاً يجمعهم. أنني أشدد دائماً على الهدف الواحد المشترك، باعتباره الحل والمعيار الوحيد للانهيار الوحدوي الذي نعيش فيه ونتخبط من دونه، والذي يجعل من السهل علينا أن نخون ونسرق ونتقاتل ونقف ضد بَعضنا البعض، لان عداوتنا لبعضنا البعض أكبر وأعمق بكثير من عداوتنا وحقدنا على أعدائنا ومحتلي أرضنا.

وإننا بعقلياتنا هذه لا نخدم فقط المحتلين بل إننا نخدم ونقدم أجمل الخدمات للفاسدين في السلطة، فإنهم كانوا وما يزالون يعيشون ويتنفسون بفضل وساخة عقولنا وتفرقنا وعدم وحدتنا. إن الحقد الذي نكنه لبعضنا البعض هو الوقود الذي يعمل عليه ماكنة الفساد والخيانة في وطننا. لهذا فأنت وأنا ونحن من يجب أن نحاكم على ما تعيشه كوردستان وليست الأحزاب والسياسيين، لانه لولانا نحن العامة والمثقفين لما كان بمقدورهم أن يفعلوا ما يفعلونه الان من كل هذا الفساد والعمالة واللاعدالة واللاإنسانية، والقادم أعظم. ولكن لا تفرح لانك انت وأولادك من سيدفعون الثمن، فهؤلاء سيبيعون ارواحهم في أول محطة وسيكون أطفالهم وعوائلهم جالسون على كراسي الدرجة الممتازة متوجهين لأوروپا وأمريكا. وأنا لا أقرأ الكف ولا أعلم الغيب، ولكنني أعلم وتعلمون جميعاً بأن هذا ما سيؤول اليه حال البلد عن قريب، إذا ما ظلت الأحوال على هذا المنوال.

لذا فليس هناك سلطة أو قوة في الدنيا أكبر وأقوى من قوة الشعب. فالتغيير لن يأتي من السماء فأيام المعجزات والرسل وطير الأبابيل والعصا السحرية انتهت وَوَلَتْ، واليوم الشعوب تتغير وتتقدم وتتحرر بالوحدة والهدف والمصير المشترك والشعور بالمسؤولية وحب الوطن والقومية.

فلا تبكي وتولول على حالك، فالحل في يدك غير نفسك وسترى بأن البلد كله تغير، أجعل هدفك وطنك، فمن حرر وطنه حرر نفسه، ومن أحب قوميته وأخلص لها، أحب نفسه وأخلص لها. والفساد موجود فينا جميعاً مع الأسف، ولا يهم ما نكتبه ونقوله في المجالس وعلى الشاشات، وكل هذه الصرخات الكاذبة، المهم هو أن لا أخجل من نفسي عندما أنظر الى فيلم حياتي، حينها سوف تعرف بأنك شريك ومتهم أكثر من غيرك.

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top