بعد النجاح الذي شهدته حكومة اقليم كوردستان من الناحية السياسية والاقتصادية والامنية في الداخل والخارج، خلال فترة العشر سنوات الماضية من بناء العلاقات الدبلوماسية مع الدول الاقليمية والدول العظمى، وكسب الثقة لأكبر الشركات العالمية التي تعمل في مجال الطاقة وابرام العقود السياسية والاقتصادية مع دول الجوار والدول الاخرى. وبعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي ودحرهم من مناطق وحدود اقليم كوردستان باشراف وقيادة مباشرة من الرئيس مسعود البارزاني وقوات البيشمركة. اصبحت كل الدول تفتخر وتثني وجود هذا الكيان السياسي وقواتها التي اعادت الامان الى المنطقة، وتعامل حكومة الاقليم معاملة كيان مستقل في المنطقة، كدعوة رؤساء الدول العظمى لرئيس الاقليم ورئيس حكومتها وزياراتهم الرسمية الى الاقليم من اجل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع حكومة الاقليم.
عندما نأتي الى ذكر احداث سنة 2017، وبعد اجراء عملية الاستفتاء والتي حصلت على نسبة اكثر من 92% ب(نعم) في الاقليم. تعرضت حكومة الاقليم الى ضغوطات داخلية وخارجية. وكانت فترة ما بعد الاستفتاء من اصعب الفترات التي مر بها الشعب الكوردي منذ عقود. وذلك بسبب انتكاسة 16 اكتوبر والخيانة القومية العظمى من قبل فئة معينة من قادة حزب كوردي معروف في الاقليم. والتي ادت الى خسارة نسبة كبيرة من اراضي كوردستان ونزوح الالاف من العائلات الكوردية الى مناطق اخرى بسبب الاضطهاد في مناطقهم من قبل الحكومة العراقية وحلفائها الداخلية، وبسكوت تام من دول التحالف والمنظمات العالمية التي أدت دور المشاهد من الظلم الذي تعرض له الشعب الكوردي في تلك الفترة. وكانت تفتقر الى الدعم الداخلي والخارجي وقطع العلاقات الدبلوماسية وفرض الحصار على المطارات والمناطق الحدودية. وكذلك عدم تحمل بعض الاحزاب السياسية الداخلية لذلك الوضع وخروجهم من حكومة الاقليم. مما أدى الى تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية. لكن بوجود شخص سياسي محنّك وهو السيد (نیچیرڤان البارزاني) رئيس حكومة اقليم كوردستان كان ولابد ان تخرج حكومة الاقليم من ذلك المأزق. فبحكم علاقاته الدبلوماسية وشخصيته البارزة في المنطقة اعاد الاقليم الى مستواه السابق.
من الناحية الدولية فقد استعادت حكومة الاقليم علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الاقليمية ودول الغرب. من خلال دعوة السيد رئيس الوزراء لزيارة تلك الدول للتفاوض وتحسين العلاقات مع حكومة الاقليم. وابرام العقود التجارية مع احد أكبر شركات العالم في مجال الطاقة وتصدير النفط الى الدول الاوروبية. أما من الناحية الداخلية فقد تحسّن الوضع الاقتصادي في فترة وجيزة وأحال قانون الإصلاح الى برلمان كوردستان للمصادقة عليه والتي بموجبه يتم تعديل الرواتب في كل الدرجات الوظيفية وعدم إهدار المال العام وإلغاء الوظائف الوهمية في الحكومة. أما من ناحية التعامل مع حكومة المركز قد فرض اسلوب التفاوض مع الحكومة العراقية. ورفضه فرض الامر الواقع للمناطق الكوردية المحتلة وكذلك اجبار الحكومة العراقية على رفع الحصار عن مطارات الاقليم وعدم تسليم المنافذ الحدودية للحكومة العراقية التي تعتبر تلك المنافذ مصدر رزق للشعب الكوردي.
والان نحن بصدد تشكيل حكومة جديدة في الاقليم بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية. يزداد الحديث يوما بعد يوم عن كيفية تشكيل الحكومة ومن الذي يترأسها. بعد كل هذه الإنجازات التي شهدتها حكومة الاقليم وبعد الانتكاسة التي تعرضت لها في جميع النواحي، يتوجب على الأحزاب السياسية أن تتفق وتكفل السيد (نيچیرڤان بارزانی) والتي نراه بالشخص المناسب لهذه المرحلة أن يترأس الكابينة الوزارية المقبلة لمدة اربع سنوات قادمة. وتشكيل حكومة جديدة قوية قادرة على تحمل كل الظروف وتحسين الوضع المعيشي للشعب الكوردي.
- بکالوريوس بالقانون
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولا تعبر عن رأي موقع او جريدة روز ارتيکل)