مهزلة ما تسمى بالحركة التحررية الكوردية

مدير تحرير النسخة الالکترونية

إن كتابة هذا الاسم لوحده يعتبر خيانةً في المنظور الوطني والقومي، ولكن هذا الكلام ينطبق على دول وحركات عالمية أخرى وليست الحركات الكوردية، وللأسف حتى استطيع او أتجرأ على القول بدون استثناءات كثيرة. شخص مثلي درس التاريخ الكوردي بشئ من التفصيل، دائماً ما كان يعرف نهاية القصة قبل قرائتها، والنهاية دائماً ما كانت مخجلة، للأسف. ولم تختلف الحركات الكوردية قديماً وحديثاً الا في التفاصيل ولكن المضمون والفكر والعقلية لم تتغير رغم تغيير الوقت والزمان. الشئ الوحيد الذي كان يعطي للقصة الروح، هو المقاتل الكوردي الذي كان علامةً مسجلة للجرأة والشجاعة والمقاومة.

غالبية الثورات الكوردية بائت بالفشل بسبب الكورد أنفسهم، وهذه كانت الصفة المشتركة لكل تلك الثورات جميعها مع بعض. فلم تفشل ثورة إلا وكان ورائها خائن من الوزن الثقيل، يتبعه جحوش مجحشنة، وقفوا ضد إخوانهم بالنيابة عن العدو المشترك. وكتب التاريخ مليئة بمثل هذه الشواهد والقصص. ومشكلة الكورد الرئيسية انهم لم يتعلموا يوما من دروس التاريخ هذه، بل قرؤا التاريخ وتعلموا التاريخ لسببين؛ أولهما كي يشتموا بها بعضهم البعض، وثانيهما كي يتفننوا في تشويه التاريخ والالتفات عليه وإيجاد طرق جديدة للخيانة والعمالة.

في نظرةٍ سريعة لتآريخ الكورد الحديث ستجد كل أنواع المقاومة والبسالة والنضال ما عدا النضال من أجل كوردستان حرة. فالأحزاب الكوردية ولحد اليوم لم تأتي كي تكمل نواقص الآخرين وتعطي دفعةً جديدة للحركة الكوردية، بل كانت الوسيلة الجديدة لمحاربة الموجودين على الساحة سواء أكانوا مناضلين ام عملاء. والمشكلة أو المعضلة في كل هذا الامر، هو إن الشعب يخرج من أحضان هذا الفاسد والخائن كي يرمي بنفسه في أحضان الاخر، والمقياس الوحيد هو المصلحة الشخصية أو الحسابات الشخصية لا غير. فقراءة تاريخ هذه الأحزاب معضلة في الحد ذاته، والشئ المشترك بينهم هو فقط في العمالة والخيانة. فالأحزاب الكوردية في جنوب كوردستان تعمل لصالح المحتلين في الأجزاء الأخرى مثل تركيا وإيران وسورية، ومن هو في شرق كوردستان أو شماله أو غربه يضيفون على القائمة المحتل العراقي أيضاً.

وهناك صفة تفرد بها الأحزاب الكورية في جنوب كوردستان، ففضلاً عن العمالة للدول المحتلة الأخرى فأنك تراهم وهم يصارعون بعضهم البعض لنيل بركات الحكومات العراقية المتعاقبة في صراع الإخوة، وهذه الصفة او الخاصية أصبحت في الوقت الحاضر قمة الوطنية والإخلاص بفضل الإعلام الفاسد و طبقة السياسيين والمثقفين الجدد والمصالح الشخصية المعلنة للفئات المتصارعة وقياداته. فلا يهم من يحكم كوردستان أو ما الذي ستؤول اليه مصيرها، المهم هو أن لا يحكمه حزب كوردي أخر أو قيادي كوردي غيري. ناهيك عن الجيل المعاصر والذي يرى في الوطنية والقومية تهمةً إنسانية وثقافية، والرمي في أحضان المحتلين وسام شرف ونضال!!! وهذا الوباء الفتاك وصل الى أكثرية الشعب، وأصبح الفرد العميل والخائن والفاسد يتفاخر ليلاً نهاراً على الشاشات وبكل وقاحة، والجموع الغفيرة تصفق له حسب المصلحة والمنفعة الشخصية.

والشئ الغريب في شعب وأمة قدمت كل هذه التضحيات ومرت بما مر به الشعب الكوردي على ايدي المحتلين في كل الأجزاء، إنه قد تعلم كل شيء ماعدا صفتين أو خصلتين؛ أولهما الوطنية والقومية، فكلما ناضلنا اكثر ابتعدنا اكثر عن هذين المصطلحين فعلاً وقولاً. ثانيهما، الهدف المشترك الذي اصبح شيئاً منسياً ومستحيلاً وجوده بين الكورد. فلم يبق هناك شيء واحد يجتمع الكورد عليه ويحسون معه بالانتماء. لا الأرض ولا اللغة ولا القومية، فكلها أمور قابلة للتفاوض والتنازل. فالأرض تباع بأرخص الأثمان وتعتبر وطنية وأخلاص. والقومية أصبحت كلمةً يخاف مثلي أن يقولها كي لا يتهم بالعمالة والخيانة والجهل. واللغة التي تجمع الشعوب والقوميات، أصبحت اكثر الأشياء التي تفرقنا وتبرهن لنا مدى تفرقنا وعداوتنا لبعضنا.

فهل مازال هناك شيء لم تفعلوه يا أولاد العهر، كي تشوهوا به اسم الكورد وكوردستان؟؟!!

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top