الديمقراطية أكبر كذبة نصدقها ونناضل من أجلها

الغريب اننا جميعا نجري وندافع ونناضل من أجل شعار أو مفهوم، أصلا نحن لا نؤمن ولا نحس به، وهو شعار أو مفهوم الديمقراطية. اننا اذ نسعى وراء سراب اسمه الديمقراطية فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، كيف أننا نسعى ونعمل على تحقيق الديمقراطية في حين نحن لا نؤمن بها ولا نستطيع أن نطبقها على أنفسنا؟! إن الذي ينادي بشئ وهو لا يؤمن به. أو لا يستطيع أن يطبقه على نفسه وعلى من حوله أو أن يقبله على نفسه. فكيف سوف يطبقه على الاخرين؟! هناك مثل عربي يقول (فاقد الشئ لايعطيه) بمعنى اذا الشخص يفتقد الى شئ ما، أي لا يوجد عنده هذا الشئ، فكيف يستطيع أن يعطيه للاخرين وهو بنفسه لا يمتلک هذا الشيء!. المفروض أن نؤمن بشئ ثم نعمل على تطبيقه على أنفسنا، ثم على من حولنا. سواء داخل عوائلنا أو أصدقائنا أو على صعيد مجتمعنا ثم بشكل أوسع على مستوی العالم.

فاذا أتينا على الذين ينادون بالديمقراطية ويعملون على تطبيقها، وجعلوا الديمقراطية شعارهم الاساسي. مع كل الاسف هم أصلا لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يعملون على تطبيقها وخاصة اذا ما عارضت مصالحهم الحزبية أو الشخصية. فالديمقراطية عندنا في وادي والديمقراطية بمفهومها الصحيح في وادي اخر. أحزابنا تنادي بالديمقراطية ولكن حسب قناعتهم بها. أي بمعنى أن تطبق حسب مفهومهم للديمقراطية. والتي بدورها بعيدة كل البعد عن الحقيقة والمفهوم الصحيح للديمقراطية. وهناك عدة أساليب لاحزابنا في تطبيق الديمقراطية. فمثلا يقومون بتقديم مجموعة من الفاشلين ويطلبون منا أن نختار أحدهم لكي يمثلنا، وهذا بحد ذاته خرق لمبادئ الديمقراطية. أو هناك حزب أو جماعة متمسكة بالحكم منذ الازل وتخيرنا بين أحد أقطاب الحزب وتعطينا الحرية أن نتبع هذا القطب أو ذاك. شريطة أن لا نختار أحدا من خارج الحزب الحاكم. وبهذا فهم يقولون أنظروا كيف أننا نعمل بجد واخلاص من أجل الديمقراطية وأننا أهل لها ونطبقها بحذافيرها. وللحق يقال أنهم لم يقصروا بهذا فهم خيرونا بين أحد الامرين.

إذا دخل أحزابنا أي عملية انتخابية ديمقراطية ولم تأتي نتائجها على هواهم أو حسب ما يريدون، يدعون بأن العملية الانتخابية تعرضت الى تزوير. وهم أصلا قبل الانتخابات قاموا بكل ما لديهم من قوة وتخطيط لكي يظمنوا النتائج لصالحهم. ولكن اذا ما صارت امور ليس بالحسبان ولم يحصلوا على نتائج ترضيهم فانهم يقولون بان العملية الانتخابية غير نزيهة وتعرضت للتزوير والى اخره من التهم. ولكن اذا ظمنوا ثقلهم فيها وكانت حسب هواهم ومصالحهم فانهم يطبلون ويصرخون “بان الله والشعب معنا ونحن أهل للديمقراطية ولا كلام بعد”. وقد رفعت الاقلام وجفت الصحف ولا يوجد كلام يقال بعد. “فنحن من اختارنا الله لكم لنحكمكم فاتبعونا، ونحن والله خير من بعثه الله اليكم ليحكمكم بالعدل والديمقراطية.” فبربكم هل نحن بأهل للديمقراطية ونعرف معنى الديمقراطية؟!

* كاتب وصحفي

(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولا تعبر عن رأي موقع وجريدة روز ارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top