لم يبقى الكثير ليقال بحق الأحزاب الكوردية قاطبةً، ولم يبقى ما يقال بحق ما يسمى بالسياسيين الكورد، ولم يبقى حقاً ما يقال بحق ما يسمى بالحكومة، ولم يبقى ما يقال بحق أشباه الپرلمانيين وأعضاء المجالس، مابين قوسين المنتخبة. ولم يبقى مايقال بحق هؤلاء الذين ينقادون وراء اهواء هؤلاء كما البعير.
حتى يصل الانسان في بعض الأحيان لمرحلةٍ من التشاؤم واليأس والانهيار، يقف معه مربوط اللسان و مقيد الحركة من هذا الشعب الذي ذاق الآمَرَين على أيدي هؤلاء الحثالة وثلة الفاسدين والحرامية. فلا الوضع الاقتصادي المزري ولا الوضع الإنساني البائس ولا الوضع الاجتماعي المنهار ولا الوضع القومي والوطني المتفكك، ولا الوضع التعليمي والصحي والأمني والعدلي الذي وصل لحافة الهاوية، والبقية الباقية ليست باحسن من الاسوء، ومع هذا يضل هذا الشعب يرقص على أنغام هذا النشاز السخيف. فهل بعد كل هذا يبقى ما يقال.
إنني أمنت دائماً وأبداً بأن سبب كل ما يمر به هذا الشعب، هو نتيجة حتمية لعدم وجود الوعي السياسي والثقافي والاقتصادي والوطني والقومي لهذا الشعب نفسه. لانه وبعد كل ما مَرَ ويَمْرُ به، يظل بدون موقفٍ مُوحَّد ممن يسرقونه ويهينونه ويبيعونه دائماً وأبداً، وهو راضٍ وبِكاملِ إرادتهِ. …
وقد وصل الامر بهؤلاء الثلةِ لمرحلة من الفساد والانهيار الفكري والثقافي والسياسي، حتى أصبحت المناصب السياسية والقيادية ومقاعد الپرلمان تباع وتشترى علناً كما تباع و وتشترى النساء في سوق النخاسة.
انها دعارةٌ سياسيةٌ وبأمتياز، أسواقها بيوت الاغوات وموائد النخبة الفاسدة ووجوه القوم، يغتصبونها على الشاشات وفي المؤتمرات الصحفية، والشعب يتفرج عَلى دمِها المسيلِ، ويرقص على أنغام صرخاتِ فَضِ بكارتها، على ايدي أولاد العْهرِ هؤلاء. لقد جعلوا من كوردستان اكبر مومسٍ عرفهُ التاريخ، يرمونهُ من سريرٍ الى سرير، انها دعارة واغتصابٌ جماعي للكورد وكوردستان؛ ومع كل هذا يظل الكوردي ساكتاً فخوراً بإنجازاتهِ وبطولاتهِ.
هكذا سيكون حال وطنٍ، عندما يصبح أعزةَ أهلهِ أذلاء، يتحسسون اقدام القوادين للحصول على لقمةِ عيشٍ. هكذا سيكون حالُ وطنٍ، يحكمهُ ويجلس على كراسي السلطة والحكمةِ فِيهِ أقذرُ وأحقرُ وأغبى مخلوقاته.
فها هُمُ أبناء وطني مُقبِلونَ وكلهم فرحٌ وسعادةٌ لمباركة الفاسدين والحرامية وبائعي أرض الوطنِ بالمفرد والجملة، كي يسلموهم عروسُ كورديتهم من جديد كي يغتصبوها جَماعةً، لأربعةِ سنواتٍ جديدة (مع إحترامي لجميع المرشحين للپرلمان، فأنا لا أتحدث عنهم وعن شخصياتهم هنا في هذا المقال. أرجوا أن لا تصبحوا لعبةً بيد هؤلاء الفاسدين، وتكونوا حقاً صوت الشعب لا سَوطاً ضد الشعب)
فحقاً لا أَجِد ما أقولهُ وأعبرَ ما في صدري مما حدث ويحدث بحقِ كوردستان الحبيبة، فالكلمات تقف عاجزةً عن وصف المأساة، والفاسدون وصلوا لدرجةٍ من الحقارة والنذالة، حيث أصبحت الانتقادات وبكاء الأطفال الجياع و آلامِ الأمهات والاباء و صرخات الشباب المنُهار، كأنغامِ الدبكات الشعبية كبابلَكان وملانيٰ في آذانهم وعلى موائد اتفاقاتهم.
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهااااااااااااا، إذاً ما الغرض والفائدة من الكتابة والتحليلات السياسية والاقتصادية والكلمات الكبيرة مثل البرجوازية والپروليتاريا والعلمانية والجيوپوليتيك وحقوق الانسان والصراع الطبقي وووو، انهم يفهمون لغةً أخرى لم نتعلمها في المدارس أو الجامعات، لغةٌ لا يتحدث بها ولا يفهما إلا هذه الحثالة الفاسدة، لذا هنا ينتهي الكلام فلا استطيع حقاً أن أتحدث عن المآسي التي يمر بها الشارع الكوردي أكثر مِمَّن يعيشون ذلك الواقع بأنفسهم، فها هي فقط بعض الأيام القليلة التي تفصلكم عن نهاية الجولة، ولديكم الفرصة لانهائها بالضربة القاضية لُكلِ ما مررتم به لحد اليوم، أو أبقوا كما أنتم لاربعةِ سنوات أخرى لعلَ وعسى أن ينتهوا مما بقي من خيراتٍ ووطنْ، كي نرتاح جميعاً، فلا خير في أناسٍ يقبلون بكل هَذِهِ المأسي والإهانات ، وهُم يرقصون ويهنئون مُغتَصبي عُذرية َحبيبتهِم.