ناصر شهواني- مخيم ايسيان*
بعد سقوط محافظة الموصل بالكامل في (11-6-2014) تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، الايزيديون في شنكال كانوا في حالة قلق وخوف شديد خوفا من ان يحدث لهم ماحدث لهم في (14-اغسطس 2007) عندما تعرضت ناحية تل عزير وقرية سيبا شيخ خدر الى اضخم انفجارين في العراق انذاك، والتي وقعت ضحيتها اكثر من (300) شخص من الشهداء والمفقودين ناهيك عن هدم البنية التحتية والأضرار المادية.
وبعد سبع سنوات اي في الثالث من اغسطس 2014 هجم اوباش العصر تنظيم داعش الارهابي على بلدة شنكال وحدث ما لم يحدث لمدينة الموصل بأكملها بل تعرضت البلدة ومن فيها من القاطنين من الديانة الايزيدية الى اخطر هجوم في القرن الحالي، اذ تعرض الايزيديون الى ابشع الجرائم من قتل الالف الرجال وسبي الاف النساء وتجنيد المئات من الاطفال وتفجير العشرات من المزارات والمراقد الدينية والتهجير القسري بحق المواطنين الابرياء.
لم يكن هذا فحسب بل بقيت قرية كوجو التي تبعد بحدود (20) كيلومترا جنوب شرق مرکز قضاء شنكال محاصرة تحت تهديد اسحلة تنظيم داعش المتطرف ورايات الله واكبر. بعد خيانة وخدعة الجار من عرب المنطقة من عشيرة البومتيوت والخاتونية في (15-اغسطس-2014). كوجو التي كان عدد سكانها (1700) نسمة، أسر وحاصر (1250) شخص منهم.
كوجو كانت تعتبر من اغنى قرى شنكال. القرية التي كانت تعيش حياة رفاهية جميلة بعيدة عن القتل والعنف. الا ان بين ليلة وضحاها تحولت حفلاتها الى مجازر، وتلك الابتسامات والضحكات الى دموع وصرخات. بعد عزل الرجال عن النساء وقتل الشباب والرجال منهم في اماكن مختلفة من القرية. حيث تم قتل (400) شخص من الرجال على شكل مجموعات في اماكن مختلفة بالقرب من القرية في مقابر جماعية والبالغ عددها (11) مقبرة، اما النساء والاطفال فتم اختطاف واسر جميعهم بحسب شهادات من الناجين من المجازر الجماعية والبالغ عددهم (19) شخص ناجي.
بحسب شهادات الناجيات من قبضة داعش الارهابي والبالغ عددهن (297) ناجية، بعد ان تم نقل جميع النساء الى معهد تقني شنكال في قرية صولاخ، بعدها تم توزيعهن على شكل مجموعات الى تلعفر وموصل ورقة وتم بيعهن في اسواق النخاسة بثمن بخس لا يساوي مصروفات اطفال المسؤولين في شقق افرو ستي. اما النساء العجائز والكبيرات بالسن فقد تم قتلهن ايضا في منطقة صولاخ والبالع عددهن (77) امراءة، ناهيك عن عدد المفقودين والمخطوفات الى حد الان.
بعد مرور اربع سنوات لازالت قرية كوجو تنزف مثل ايامها الاولى من الابادة. ولازالت عظام رجالها تناشد الحكومة في المقابر الجماعية، ولازالت القرية مزروعة بالالغام والمتفجرات ولازال مصير الالاف من الاطفال والنساء مجهولا بيد داعش، امام صمت دولي ومحلي واقليمي.
والناجيات اللواتي حررن من قبضة داعش لازلوا يعانون في المخيمات تحت حر الصيف وبرودة الشتاء دون اي تحرك لأنقاذهن من هذا الجحيم ودون محاسبة المتورطين في ابادة قريتهم السؤال هنا الى متى سنبقى هكذا وستبقى مستقبل ومصير الالف من الايزيدين مجهول دون النظر الى قضيتهم؟