ناجي حجي خديده- سنوني
عند التحدث عن سنجار ومكانتها لدى الايزيدية من كافة جوانب الحياة، سوف يكون بلا شك مهمة من كل الجوانب ولكن سوف نركز في هذا المقال بشكل اساسي علی الجانب الخدمي من حيث الاعمار وتقديم الخدمات للناس لكي يعيش الاهالي بمناطقهم ولكي لا يضطروا الی ترك ارضهم والتوجه الی اماكن اخرى بحثا عن لقمة العيش وترك ارض اجدادهم.
ولكن هنا نأتي الى سؤال؛ هل الخدمات المقدمة تكفي لعيش المواطن السنجاري على ارضه؟ طبعا الجواب على هذا السؤال سهل جدا وايضا واضح جدا وهو طبعا لا. لان المنطقة بحاجة الى نقلة نوعية من حيث توفير الخدمات من قبل الحكومة المركزية وايضا الحكومة المحلية. ولكن لحد الان لايوجد شي من الحكومات المتعاقبة منذ عشرات السنوات. والان بعد اجتياح داعش لسنجار وتدمير بنيتها بنسبة اكثر من 80% اختلف الامر مع الحكومات واصبحت المنظمات المسيطرة والمهيمنة وهي التي تحمل على عاتقها تقديم الخدمات والدعم للناس. وبذلك اصبح المواطن بين وجهين لعملة واحدة. وهي الفساد والروتين في برامجها الخدمية وبين الاثنين ضياع المواطن وطموحه في العيش حياة حرة كريمة مثل باقي المجتمعات، حيث ان جميع الجهود لم تلبي طموح المواطن.
وهنا ايضا يجب الوقوف لنرى ماذا قدموا على ارض الواقع وسوف نصطدم بنفس الاجوبة وهي مجرد خدمات بسيطة من قبل الدوائر الخدمية في القضاء وتوابعها. عدد المنظمات العاملة في قضاء سنجار وناحية الشمال (سنوني) يصل الی (19) وهذا العدد تقريبي ويمكن ان يكون اكثر.
عند النظر على هذا الكم الهائل من المنظمات الدولية والمحلية يتصور القارئ انه ينبغي ان تكون سنجار الان هي منطقة خدمية ممتازة تتوفر فيها فرص العمل. وايضا سوف يبادر في دهنه ان هذه المنظمات تعمل مع الدوائر الخدمية في تقديم افضل الخدمات للناس. ولكن هذا ليس الواقع الذي يحلم به المواطن السنجاري. و تعادل ميزانيتها بعض هذه المنظمات ميزانية قضاء او محافظة ولكن فقط هدر الاموال والوقت والجهد في الاحصائيات والموظفين والروتين في تنفيذ البرامج وعدم اخد اراء الناس وبما يطالبون من الخدمات وانما فقط خدمات بسيطة بعيدة عن طموح المواطن السنجاري.