ليست هنالك أحكام، ولا تسميات سيئة تناسب جيرة الأيزيديين في شنكال وهم منذ تحولوا من بدو الصحراء الى اشباه بشر يعيشون في الحضر وهم يطعنون الايزيديين طعنة تلو اخرى. مشكلة الايزيديين في جغرافيتهم الخاطئة، وجيرتهم الخطيرين انهم ساندوا للكل دون استثناء ايام الخوالي، الا أنهم ما ان استعادوا عافيتهم حتى فعلوا بالأيزيديين ابشع الافعال. وشواهد العصر كثيرة الا اننا نستذكر منها تلعزير وكوجو ونحن نعيش تلك الجروح في ايامنا السوداء من شهر اب.
اشارت الكثير من الادلة الى تورط “طلال علي قاسم” من اهالي قرية “أبو خويمة” بالتخطيط لتفجيرات تلعزير وسيبا شيخ خدر في 14.8.2007 وهو راع من رعاة اغنام الأيزيديين في سيبا شيخ خدر وعاش هو وعائلته بخبز الايزيديين عشرات السنين، بحيث لم يبخل في رد دينه حتى دخل اربع شاحنات مفخخة الى تلعزير وسيبا شيخ خدر بعد اقل من نصف ساعة من اخلاء البيشمركة لنقاط التفتيش في مداخل المجمعين، وكانت نتيجة خبز الايزيديين الذي طعمه “طلال” ٣١٢ شهيد، واكثر من ٧٠٠ جريح، دون أن تذهب التحقيقات التي قام بها القضاء الى أية نتائج تذكر لتكون القضية نائمة الى يومنا هذا.
كوجو التي كانت بوابة لعلاقات الجيرة مع الايزيديين، وهم بكرمهم وعطائهم وقفوا مع “البومتيوت” يوم كانوا مطاردين من عشائر عربية اخرى، فساعدهم اهل كوجو ووقفوا معهم وقفة الجار الطيب لجاره المطارد، الا ان البومتيوت ما ان دخلت الدولة الاسلامية “داعش” سيئة الصيت الى شنكال حتى تحول ذلك الجار الى منقلب على كل شيء وينتقم من اهالي كوجو وكانهم شيشانيين وافغانيين حاولوا التطاول على شرف العراقيين!
“البومتيوت” والكثيرين منهم كانوا مراتب وضباط في الجيش والشرطة العراقية، الا انهم كانوا وسيطا لداعش كي يقضي على كل من يقف في طريق الدولة الاسلامية وامتدادها حتى تزرع الشر في كل صوب. الايزيديين ضحية من ضاحايا جيرانهم، وحتى بعض كثير من اولئك الذين يتحدثون بلغتهم رسموا بأيديهم طريق الدم وغدروا بالايزيديين أيما غدر. الأيزيديين في شنكال لايمكن بأي شكل من الاشكال ان يعيشوا ثانية مع من ثقافتهم السبي، والغزو، والاحتلال، والارهاب، فازالة اثار داعش لا تمحي وخطاب الكراهية في اوجها.
تلعزير وكوجو غدر باهلها من جوانب كثيرة، الا ان كل المخططات العسكرية، والسياسية لم تكن لتنفذ لولا مشاركة، وتخطيط، وتنفيذ، ومباركة جار غادر يضرب بيد من حديد ويرفع نخب الخيانة في اقرب فرصة من فرص الارهاب الكثيرة بحق شعب ليس هناك اضعف منه على وجه الارض.
-
کاتب وصحفي وناشط مستقل من شنگال مقيم حاليا بألمانيا.