سؤال الى رئيس الحكومة

قبل بضعة أيام شاهدت مقطع فيديو يسأل فيها أحد شباب محافظة دهوك رئيس حكومة أقليم كوردستان عن الية وتخطيط وكيفية الحكومة في تعيين الشباب الخريجين من الجامعة؟ وكان جواب رئيس الحكومة أنه من المفروض أن لا يعتمد الشباب في كل شىء على الحكومة، وأن يكون القطاع العام له دور في فرص العمل مثل بقية دول العالم.

ورأي مع رأي سيادة الرئيس بأن يعتمد الشباب على نفسه وعلى القطاع العام في الحصول على فرص العمل. ولكن حسب رأي وبحكم عملي في أوروبا وعندما فزت بمقعد بمجلس البلدية (هوكوميونة النرويجية)، عندها علمت بأن الخطا ليس في شبابنا وانما في الادارة في مجالس البلديات أو المحافظات أو الحكومة نفسها. بمعنى انه ليس من  المفروض على الحكومة أن تقوم بتعيين الشباب وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل وانما على الحكومة أن تهيأ الارضية المناسبة للقطاع العام بأن تكون لها دورها في تطوير مشاريعها وأن تذل العراقيل في طريق عملها وتطورها.

ومثال ذلك، بحكم عملي في البلدية كنت اشاهد سياسة ادارة البلدية في التخطط وتعمل على تنشيط حركة العمل لكي تشجع في جذب الشركات الى هذه البلدية للعمل وبناء معاملها والتي بدورها سوف توفر فرص العمل للشباب. ومثال ذلك كانت هناك مجزرة دواجن، عرض بلديتنا عرض مغري عليها لكي تاتي الى بلديتنا حيث أعطت لهم مساحة أرض، واعفائهم من الضرائب لعدة سنوات وفعلا جاءت هذه المجزرة الى بلديتنا ووفرت فرص العمل للكثير من الشباب وخلقت حركة من العمران والعمل في هذه المنطقة ونقلت الكثير من العوائل الى هذه البلدية واستفاد سواق التاكسي والباصات والقطار وسيارات النقل من هذا المشروع. وهذه المجزرة بنت أقسام جديدة وبعد عشر سنوات أصبحت أكبر مجزرة دواجن، وبعدها تم نقل معمل ألبان وبنفس السياسة، والان هناك عدة فرص عمل متوفرة للشباب.

هذا الذي يجب على حكومة الاقليم أن تقوم به وليس تعيين الشباب، وهل الذي ذكرته سيادة رئيس الحكومة موجود في سياسة مجالس البلديات والمحافظات والحكومة؟ وفي نفس الموضوع واذا قارننا سياسة بلديتنا فى النرويج وسياسة محافظتنا دهوك، فسنرى الفرق شاسع بين السياستيين وبالعكس تماما، حيث اذا كانت هناك شركة تريد أن تستثمر في محافظة دهوك، فانهم وخاصة الذي ليس لديه واسطة سوف يتعرض للكثير من العراقيل ولا يعطيهم اجازة بذلك وانما يعطي اجازة للذي لديه واسطة أو معرفة في الحكومة أو الحزب، بحيث يحصل على الاجازة ويقوم ببيعها ويتاجر بها، ومثال ذلك هناك الكثير من مشاريع الدواجن في محافظة دهوك وبدلا من أن تساندها الحكومة تقوم بمحاربتها.

فأين التخطيط فى تنشيط وتشجيع القطاع العام. مثلا، انا رجعت من أوروبا الى مدينتي دهوك وفتحت مشروع دواجن وكنت أنوي أن أبني الكثير من القاعات وأطور المشروع بحيث يكون المشروع متكامل وبحسب تخطيط مسبق مني ان تكون ذلك على مراحل. ولكن للاسف الذي رأيته من الحكومة وسياستها الخاطئة توقفت وتراجعت وهناك الكثير أمثالي، وأن الحكومة وبدون تخطيط ودراسة وبدفع حسب مصالح بعض المسؤولين، يوميا يشبعون سوق أقليم كوردستان بالدجاج التركي والبرازيلي وغيرها، ونفس الشىء بالنسبة الى الفواكه وغيرها من الانتاج المحلي، حيث هناك الكثير من انتاج الفواكه من التفاح والعنب والرمان وغيرها، مثلا تفاح منطقة برواري يذهب هدرا وبدون أن يستفاد أحد منها.

فلماذا لا يقللون من استراد الانتاج والبضائع الاجنبية الى الاقليم، بحيث لا يؤثر على انتاج الفلاح الكوردي أو على الاقل على الحكومة بناء معامل ولو صغيرة لعصر هذه المحاصيل واذا لم تقم الحكومة بذلك فلتمنح التسهيلات للشركات لتقوم بذلك. فاعتقد يا سيادة رئيس الحكومة بأن السؤال هو هل لديكم تخطيط عملي لتنشيط القطاع العام وكيف؟

كاتب وصحفي

rabea72@hotmail.com

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top