بركات العيسى- المانيا*
المخاوف التي يذهب اليها بعض الجهات المتنفذة في شنكال من الخطورة القائمة على أمن المنطقة، هم أنفسهم تلك الجهات التي اقنعت اهالي شنكال قبل الثالث من اب عام ٢٠١٤ على أن “الامن مستتب، وأن داعش لن تتمكن من ذلك السور المحمي”، واليوم يهمسون في اذان الفرق الدولية الخاصة بجمع الادلة وتوثيق جرائم داعش ويحذرون تلك المنظمات من مغبة العمل في شنكال.
اتضح أن “عودة حليمة لعادتها القديمة” عادة تتكرر شهريا، والعادة هذه حسب ذهاب البعض من الايزيديين انفسهم يجب أن تتكرر في شنكال بعودة الديمقراطي الكوردستاني على اعلى السلطة حتى يستتب الأمن، والا أن الخراب سيكون قائما حتى يوم الدين، وقالوها سابقا “انهم وعلى الرغم من قتلنا بأيديهم فلا بأس انهم دفنونا ايضا”
مسألة عفى الله عما سلف تتكرر كثيرا في شنكال، فمثلما عفوا مع الله عن القادة المتورطين بترك شنكال لمصيرها قبل اربعة اعوام، سيعفون ايضا عمن كرر الانسحاب، والسماح هذا شمل العرب ايضا حين عادوا الى ارضهم دون يحسبوا حساب بصل بأية قوى موجودة على الارض، تلك القوى التي لا تزال منشغلة بالتناحر السياسي فيما بينها حتى تصبح احدها صاحبة السلطة الكلية هناك.
من المحزن جدا اننا نشجع على عودة الاهالي، ولو عادوا لما عاد من عاد هذا ما نقوله، في حين عودة داعش، والتطاول على الايزيديين من الجيرة المفترسين في المناطق القريبة مرهون بتماطل القوى العسكرية التي من السهل جدا فتح الثغرات لتحمّل جهات أخرى مسؤولية ذلك، وتلك السياسة بالطبع جزء من اتفاقات دولية مع تركيا الجارة من قبل حكومة المركز تارة، والديمقراطي الكوردستاني تارة اخرى للحصول على شنكال واهلها واصحابها اجمعين، والحكومتين تتصارعان في تركيا ليس مقابل ضمانات، وانما مقابل تنازلات كثيرة جدا، مستخدمة تركيا حجة تواجد قوات قريبة من حزب العمال الكوردستاني والتي تراها خطورة على امنها، بيد أن الحكومتين لا تملكان تلك القوة المفرطة لاستخدامها في شنكال ضد من يصفوهم ب “الخطر على امن شنكال” فيحاولون بأي شكل من الاشكال استخدام اطرافهم الايزيدية وتشجيعها لمقاتلة تلك القوة والتي تشكلت ولازالت من شنكال واهالي شنكال، وهذا ما يترقبه الايزيدي بحزن شديد أن الاقتتال في شنكال امر لا مفر منه، وهي مجازفة ستتورط فيها رؤوس ايزيدية وخاسرها الاكبر الايزيديين.