شهاب احمد سمير– شنكال وساكن حاليا في مخيم مام رشان/ الشيخان*
كما هو معلوم ان أكثر من ثلاثمائة وخمسون الف ايزيدي نازح من مناطق سكناه في سنجار و المناطق التابعة لها منذ الهجمة البربرية التي قادها تنظيم داعش ضدهم في 3 / أغسطس / 2014 والتي راح ضحيتها الالاف، لا زال يعيش في المخيمات. ظن الإيزيديون اثناء نزوحهم أنها مسألة وقت لا أكثر أيام و شهور وهم سيرجعون إلى ديارهم ولم يتوقعوا في أسوأ الاحتمالات على أنهم سيبقون سنوات أسيري الخيم في المخيمات التي انشأت لهم في كوردستان العراق والتي تكفل ببنائها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها.
مرت أربع سنوات وخمسة وعشرون يوما ولا جديد يذكر بشأن عودة النازحين الإيزيديين القاطنين في كوردستان من عدمها و مناطقهم متحررة بالكامل منذ أكثر من سنة. العرب من سكنة تلك المناطق يعودون إلى ديارهم منذ الأيام الأولى من تحريرها والبعض منهم لم يغادروها أصلا وهم يتسوقون من داخل سنجار و الاغلبية الساحقة منهم متهمين بالتعاون مع داعش بإبادة الإيزيديين وسبي بناتهم ونسائهم.
أهالي قرية الگولات العربية شرق مدينة سنجار على مقربة من معمل سمنت سنجار يعودون إلى ديارهم والجيش العراقي يرافقهم بعد أن سبقهم أخرون من نفس تلك القرى العربية وكأنهم يريدون إيصال رسالة للإيزيديين مفادها أن سنجار للعرب أيضا حتى لو كانوا دواعش و متهمين بقتلكم مادمتم لا تستغلون الفرص التي أتيحت لكم. كان لزاما على الإيزيديين اتخاذ موقف جاد وحاسم مباشرة بعد تحرير مناطقهم من المتعاونين مع داعش ومطالبة الجهات الرسمية ومحاسبتهم قانونيا أو عشائرية وليس اتهام الجميع بحرق الأخضر واليابس.
جملة من القرارات و الإجراءات لو تم اتباعها منها: ١-عقد مؤتمر ايزيدي عام داخل مدينة سنجار كأن يكون في مزار شرف الدين او اي مكان اخر للاتفاق على ورقة مطالب ايزيدية خالصة موقعة من جميع الحضور. ٢-جمع أسماء المتورطين بالضلوع بارتكاب جرائم ضد الإيزيديين أثناء غزوة داعش بغية تقديمها للجهات المسؤولة. ٣-حث أهالي الضحايا و الناجين و الناجيات من قبضة داعش على تقديم الشكاوى ضد المتورطين لدى المحاكم العراقية وعدم الاستهانة بهذا الملف بتسليم أمرهم للأخرين.
ما أخشاه و يخشاه المهتم بأمر الإيزيديين هو خسارة جنوب مدينة سنجار والتي أصبحت مهددة بنسبة كبيرة نظرا لسيطرة الحشد السني على أطرافها وبقاء أغلب سكان القرى العربية في مناطقهم وعدم مغادرتها وخلوها من الإيزيديين الذين نزحوا منها منذ أغسطس 2014 مما ينذر بأبادة أخرى تفوح في الأفق بوجه جديد وسياسة مرسومة لإفراغ المنطقة من تواجد هذا المكون الأصيل ما لم يتدارك الإيزيديين خطورة الموقف بأعادة حساباتهم من جديد واتخاذ موقف موحد وحاسم تجاه التحديات التي تواجههم.
- موظف صحة/ دبلوم تمريض