من الامانة تولد الثقة بالنفس والآخر

عندما يشعر الطفل بالخوف يركض نحو حضن أمه و يخبيء رأسه داخل حضنها لكي يشعر بالأمان . وإذا سأل سائل لماذا قام الطفل بهذا الفعل؟ الجواب سيكون كالآتي: قام بهذا الفعل لأن فطرته هي التي تحركه وتتحكم بكل افعاله. محرك الانسان الأساسي هي الفطرة، الفطرة التي تفرق بين شعور وآخر و شعور (الأمان) هو الشعور الذي تتعطش هذه الفطرة لها وتفعل المستحيل لكي تحصل عليها. هي الحكم في جميع الجوانب الحياتية مثل: الجانب السياسي وهنا سنذكر أية توضح هذه النقطة بشكل ادق والآية تقول: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ))[سورة النساء ٥٨] هنا يأمر الله أولياء الامور أي الحكام والسياسين الذين يحكمون الشعوب بأن يؤدوا الأمانات. والامانات هي حفظ حقوق الشعوب مثل حق الاعتراف بكيانه وكينونته وحق وجود عمل يقتات منه وسكن يعيش فيه ووطن يستطيع ان يرى نفسه من خلاله.

والجانب الآخر هو الجانب الاجتماعي كعلاقة الأزواج حيث يقول الله تعالى في هذا السياق: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ))(8) سورة المؤمنون. نعم الركن الرئيسي التي تبحث عنها اي علاقة زوجية صحية هي الأمانة وعدم وجود تلاعب أو خيانة داخل هذه المؤسسة الكبيرة والتي من خلالها تبنى المجتمعات الكبيرة. أيضا علاقة القرابة والصداقة والزمالة لا تخلو من وجود هذه المشاعر. من خلال الامانة تولد الثقة بالنفس و بالآخر وهي المكون الأساسي داخل جميع العلاقات الاجتماعية السليمة والخالية من شوائب الحياة. أي إذا اردنا مجتمعاً ناجحاً علينا كأفراد ان نثقل شخصياتنا بهذه الصفة، والتي كانت من صفات النبي الكريم، الصفة التي تمحي صفات الكذب والخداع والخيانة وأكل الآخر … وفي الأخير نقول أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.”

  • (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)

Related posts

Leave a Comment