السؤال الى الاتراك ورئيسهم والى العرب ورؤساهم والى ايران ورئيسهم، الى متى تتوقعون ان يستمر احتلالكم لكوردستان (عشر سنوات او خمسين او مئة سنة اخرى؟!) فصدقوني مهما طال الزمان فلابد ان ياتي يوم وتستقل كوردستان، لانه ليس هناك شعب او منطقة تظل تحت الاحتلال الى الابد والتاريخ شاهد على ذلك. اذا فكرنا ولو لبرهة في الوضع الدولي قبل مئة او مئتيَن سنة كيف كان وضع الدول والشعوب، في القديم كانت هناك امبراطوريات تحتل نصف العالم ولم تستطع ان تستمر في احتلالها وحتى في التاريخ الحديث كانت هناك دول عظمى وقوية مثل بريطانيا التي لم تكن تغيب الشمس عنها بسبب مستعمراتها الكثيرة والمنتشرة في العالم وحتى فرنسا وقبلها البرتغال واسبانيا وبعدها الامبراطورية العثمانية والصفوية وغيرها، ماذا حصل؟! دمرت كل تلك القوى والدول والنتيجة لم تكن الا تدمير الارض والحرث والنسل وقتل الانسان ولم يكن هناك منتصر بل الكل خسر. قتلت هذه القوى والدول والامبراطوريات الكثير من الناس وصرفت ونفقت الكثير من الاموال على شراء الاسلحة، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ دمارهم ودمار تلك الشعوب! والنتيجة هو ان كل تلك الشعوب والدول الان مستقلة والدول القوية تراجعت واصبحت كأية دولة عادية يلعنها التاريخ وتلعنها تلك الشعوب الى يوم الدين.
لو ناتي الى العراق وتركيا وايران وسوريا والان، حيث قرابة المئة سنة وانتم تحتلون اجزاء من الاراضي الكوردية. ولكن ماذا كان الوضع والحال لهذه الدول خلال هذه المئة عام من الاحتلال وماذا تتوقعون ان يكون المستقبل؟ حيث من المؤكد ان لا هذه الدول ولا االشعب الكوردي لم ينعموا يوما بالراحة والاستقرار. وهناك دائما حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وعدم الامان وان هذه الدول سنوياً تنفق الملايين من الدولارات لشراء الاسلحة لاستعماله ضد حركات التحرر الكوردية والتي لن تنتهي ابداً، لانه طالما هناك شعب فلابد ان ينجب شبابا وذلك الشباب من المستحيل ان يقف مكتوف الايدي ولابد ان يقوموا بالانتفاضات والثورات والتي سيخلق وضعاً غير مستقر في الدولة والمنطقة حيث مهما طال الزمان فلابد ان ياتي يوماً وتتحرر بسواعد شبابها. من الممكن ان يطال هذا الاحتلال ولكن لنفكر قليلا ونسال انفسنا يا ترى الى متى سوف يستمر هذه الاحتلال؟ هل مئة عام اخرى وماذا يعني ذلك والحقيقة انها تعني الكثير الكثير اي انها تكلف يومياً ارواح شباب بعمر الورود يموتون يومياً من جميع الاطراف بدون سبب مقنع وفائدة واموال تهدر وتنفق في شراء الاسلحة لتلك الحروب وتدمير البنية الاساسية للدولة وعدم الاستقرار في هذه الدول. بمعنى ان الطرفين خاسرين في هذه الدولة ولا يستفاد من استمرار هذه الحروب الا اعداء هذه الشعوب، واذا اردنا ان نعرف من هم الاعداء الحقيقيون لهذه الشعوب وهذه الدول، علينا ان نسأل من اين يشترون تلك الاسلحة، ومن يمتلك الشركات التي تقوم باعادة البناء! عندها سوف نعلم من هم الاعداء الحقيقيون لهذه الشعوب والانسانية.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)