لعل التهاني والتبريكات التي توالت بعد انتخاب السيد نيجيرفان البارزاني رئيسا لاقليم كوردستان في يوم الثلاثاء المصادف 28-5-2019 من قبل البرلمان، سيشكل ضغطا اضافيا عليه لايجاد طرق ووسائل جديدة لحل المشاكل والخلافات سواءا كانت داخلية ام خارجية وخاصة مع بغداد!! وان دل هذا الاهتمام الكبيرعلى شيء فانما يدل على ثقة الاطراف السياسية والمجتمع الدولي على تفعيل هذا المنصب، لكي يطلق مبادارات كما كان دورها سابقا لاخراج الاقليم والعراق ايضا من متاهات الخلافات السياسية واعادة صياغة العلاقات وحل المشاكل وفق الدستور. واضح ان الاهتمام الكبير للدول باعادة تفعيل منصب رئاسة الاقليم وانتخاب السيد نيجيرفان البارزاني لم يأتي من فراغ، وخاصة من جانب الويلايات المتحدة والاتحاد الاوربي ويبدو ان تجربة رئاسة الحكومة وتجاوز الازمات ودحر اسطورة داعش وتحرير الكثير من المناطق وكسر الحصار وغرور بغداد واجبارها على التفاض بعد احداث 16 اوكتوبر والمشاركة الفعالة في المؤتمرات الدولية وايواء اعداد كبيرة من النازحين واللاجئين رغم الظروف الصعبة جدا، والتعايش السلمي والتسامح الموجود بين اديان واطياف المجتمع في كوردستان خلافا لما هو موجود في المناطق الاخرى والدور الفعال لمؤسسات الحكومة فيها والحفاظ عليها قد اثرت ايجابا على نظرة المجتمع الدولي لكوردستان ومستقبلها وينتظرون من رئيس الاقليم بنقل تجربته في الفترة الماضية على راس الحكومة ونقلها الى رئاسة الاقليم والبدء بمهامه باطلاق مبادرة لحل الخلافات والمشاكل واعادة صياغة العلاقات وترميمها خاصة مع بغداد وتركيا!!
ومما لاشك فيه ان للسيد نيجيرفان البارزاني علاقات وتاريخ اكثر من جيد مع هذه الدولة والتي اصابها الجمود بعد احداث 16 اوكتوبر لذ اعادة صياغة وترميم هذه العلاقة ستكون من اولويات رئيس الاقليم. هذا اذا علمنا ان كل المؤشرات تؤكد ان الاقليم سيكون الممر الامن والوحيد لصادرات العراق النفطية كما ان تركيا ايضا تعاني من ازمات خانقة وبامس الحاجة للاقليم والعراق ولهذه الصادرات بعد فرض العقوبات المشددة على ايران من قبل امريكا!! وهنا يكمن الدور الكبير الذي سيلعبه رئيس الاقليم في ظل الظروف والتوترات الكبيرة التي يمر بها المنطقة هذا من جانب من جانب اخر ان تفعيل منصب رئاسة الاقليم وتوزيع الادوار وتقسيم الملفات بينها وبين رئاسة الحكومة الجديدة ستخفف بعض العبئ عن الحكومة وستقل الضغط عليها قليلا وستستطيع الحكومة من اعادة هيكليتها وتنفيذ برامجها ومشاريعها بشكل افضل وخاصة مايتعلق بالاصلاحات ومكافحة الفساد والبطالة والبطالة المقنعة وتوفير الخدمات بعد تجاوز الازمة المالية واعادة القوة والحيوية الى مؤسساتها بعد ان انهكها الازمات والصراعات. من المقرر ان يتم مراسيم القسم لرئيس الاقليم في قاعة سعد عبدالله في اربيل وفي يوم 10-6-2019 ويتوقع ان يحضر المراسيم شخصيات سياسية ودبلوماسية وحكومية كبيرة من داخل الاقليم والعراق والدول الجوار ودول اخرى كثيرة وهذا بحد ذاته ستكون ضغطا وعبئا ثقيلا على السيد نيجيرفان البارزاني وفي نفس الوقت ستكون رسالة واضحة لكثير من الاجندات والدول بان الاقليم ليس وحيدا وعليهم الابتعاد عن اثارة الفتن والمشاكل داخل كوردستان وان القادم سيكون في مصلحة القضية الكوردية في المنطقة لا محال.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روزارتيکل)