من المعروف ان تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستانى عام (1975) في دمشق جاء كرد فعل على انتكاسة الثورة الكوردية في عام (1974) عقب توقيع اتفاقية الجزائر بين الحكومة العراقية وايران وانهيار الثورة الكوردية. حينها اتجه بعض الثوريين الكورد وحسب رايهم المثقفين منهم والذين اصلاً لهم تحفظات كثيرة على حزب البارتي وسياستها وادارتها. وحسب رايهم بان البارتي حزب عشائري وحزب وراثي وتعتمد على قوة العشائر وروؤساها. والحق يقال بان قادة وثوريين اكفاء التحقوا بالحزب الجديد امثال (دكتور خالد ونوشيروان مصطفى وعلي عسكرى وعادل مراد وفؤاد معصوم وعبدالرزاق الفيلي وعمر دبابة وغيرهم). طبعا بالاضافة الى مؤسسها (جلال الطالباني). ولكن ماذا حصل بعد تاسيسها حيث لم يدم هذا الاتحاد طويلا وانشق الكثير من القادة منهم (عادل مراد وعمر دبابة وغيرهم) عن الاتحاد وطبعا بسبب الاستحقاقات المالية. وفي الاونة الاخيرة انشق اخرين اقوى واهم قادة الاتحاد الوطني وهو (نوشيرون مصطفى) وتاسيسه حزب التغيير و (برهم صالح) وتاسيسه الاتلاف من اجل الديمقراطية والعدالة. وطبعا القادة الباقين هم (ملا بختيار) وهو لا يعرف ماذا يفعل بعد ما وصل اليها حال الاتحاد الوطني الكوردستاني و(كوسرت رسول) الذي من المفروض ان يكون رئيسا للاتحاد الوطني الكوردستاني حسب القانون وحسب منصبه كنائب للسكرتير العام للحزب بعد وفاة (مام جلال). ولكن بسبب حال الاتحاد والصراع على السلطة بين الحزب وظهور الوجوه الحالية واجندات الدول الاقليمية لم تحصل ذلك.
لنأتي الى بيت القصيد وهو ان الاتحاد الوطني الكوردستاني حسب ما ذكرت سابقا بأن تأسيسها جاء ضد العشائرية والوراثة في الحكم، حيث الان جاء اولاد قادة الاتحاد واملتكوا نصف ممتلكات السليمانية وطبعا المناصب وزعت بين ابناءهم واولادهم. والان هم يديرون الحزب بدلا من اباءهم فهؤلاء اولاد (نوشيروان مصطفى) نما وجيا قد استولوا على كل اموال التغير وهم من يديرون الحزب الان، وابن (كوسرت رسول) صار وزير وشخص مهم في الاتحاد وغيرهم… واما الاتحاد الوطني الكوردستاني المتبقي ونصف الحكومة ونصف الاقليم ومدينة السليمانية فهو لاولاد (مام جلال) واولاد اخوانه. فبأي حق يحضر (بافل) اجتماعات الاتحاد الوطنىي ويأمر ويسحب قوات البيشمركة ويتخلى عن مدن كوردية ويكون الآمر والناهي في الاتحاد الوطني الكوردستاني وهو ليس له منصب رسمي فيها؟ فقط منصبه انه ابن (مام جلال).
السؤال هنا اين الاتحاد واين الوطنية واين الثورية واين الاشتراكية واين حكم الشعب وعدم الوراثة في الحكم ولا للعشائرية والعديد من شعارات الاتحاد الوطني الكوردستاني الموقر؟ والغريب انه مازال هناك الكثير من اهالي السليمانية والذين نعتبرهم ناس مثقفين وواعين وثوريين يتأثرون بتلك الشعارات. اذا هل الاتحاد الوطني الكوردستاني يستحق هذا الاسم؟
- (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولا تعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)