لعل المرونة التي ابداها البارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الاطراف السياسية الاخرى بعد اعلان نتائج الانتخابات والاسراع في تشكيل الحكومة، كانت لها نتائج ايجابية كبيرة وكان اخرها الاتفاق بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني. وكان هدف الديمقراطي الكوردستاني واضحا وهو حماية الاقليم وابعاده عن الصراعات والمشاكل التي تثير في المنطقة والعمل على تنفيذ البرنامج الشامل لتشكيل حكومة قوية وتعويض الشعب الكوردستاني على تحمله لكل الازمات واسناده للحكومة في اشد الظروف. لهذا يترقب الشعب الى النتائج بعد الاتفاق. لايخفى على احد انه كان الحزب الديمقراطي ولازال مصرا على تجاوز كل الازمات وحل المشاكل. وقد وصل الى المرحلة الاخيرة لتجاوز كل تلك الازمات التي عصفت بالاقليم. ولولا المعرفة التامة والقناعة الكاملة لبعض الاحزاب بما سيقوم به هذا الحزب والحكومة المقبلة ما تقدموا ليوقعوا اي اتفاقية مع الديمقراطي. ولكن واضح انهم يريدون ان يكونوا جزءا من الانجازات التي ستحصل في المستقبل القريب كتعديل الرواتب وتحسين الخدمات والاصلاحات. واذا لم يكونوا جزءا من الحكومة فسيكون نهايتهم السياسية حتمية في الانتخابات المقبلة. لهذ بادروا الى قبول المفاوضات والاتفاق على تشكيل الحكومة.
واضح ان كل اتفاق مهما كان مدته وبنوده افضل من اي صراع وان لكل اتفاق سياسي رجالها ويبدوا ان لمسات السيد نيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة ومبادرات الرئيس بارزاني واضحة في الاتفاقات الاخيرة التي وقعت بين الاطراف السياسية لتشكيل الكابينة الجديدة لحكومة الاقليم وتخفيف بعض العبئ عن السيد مسرور البارزاني المكلف لرئاسة الحكومة المزمع تشكيلها خلال الفترة المقبلة. وان التحدي الاكبر امام الحكومة المقبلة هو اجراء الاصلاحات الجذرية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص والكثير من المشاريع والاعمال المهمة والاستراتيجية وتوسيع دائرة العلاقات الدبلوماسية للاقليم. كل هذه البرامج و الاعمال تحتاج الى تشكيل حكومة قوية وهو ما يحاول الديمقراطي الكوردستاني القيام به من خلال اتفقاته وبرنامجه الشامل للمرحلة المقبلة. اولى خطوات الاصلاح ستكون في تعديل الرواتب والغاء نسبة الاستقطاع منها وتحسين الواقع الوظيفي وهذا ما ينتظره الشعب الكوردستاني بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة بين الاطراف السياسية وهذا الانجاز يحسب للديمقراطي الكوردستاني فقط ولسياساته الحكيمة في قرائته للاحداث واتخاذ القرارات الجريئة والمصيرية وما قامت به الحكومات السابقة. ولكن العمل الاهم بعد الاصلاحات هو وضع حد للفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتضييق الفجوة والطبيقية بين فئات المجتمع وهذا بدوره سيكون سندا قويا للحكومة لتنفيذ برامجه الاخری.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)