المختطفون والمختطفات من الايزيديين هم ضحايا مجزرة أخرى تنتظرهم في سوريا أن لم تتحرك الحكومة العراقية او التحالف الدولي بهذا الشأن ووضع آلية عمل على إنقاذهم، بعد مجزرة باغوز السورية التي قتل فيها 50 أسيرة إيزيدية. وهذا ليس الا رقم جديد سيضيف الی قائمة المجازر التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية ضد المكون الايزيدي، منذ الإبادة الجماعية في 3 اب أغسطس عام 2014. والتي قتل فيها المئات من الرجال وتم دفنهم في مقابر جماعية وخطفت الآلاف من النساء والأطفال وارتكبت أبشع الأساليب لتعذيبهم واغتصابهم واجبارهم على اعتناق الإسلام. اضافة الی تدمير المزارات المقدسة وتدمير القرى والمجمعات وتدمير مدينة شنكال تحديداً الموطن الرئيسي للمكون الايزيدي.
تؤكد إفادات من الناجيين الإيزيديين من باغوز السورية، وکذلك حسب المعلومات التي نشرها ناشطون متابعين لملف المخطوفين الايزيدين في سوريا، أن هناك عدد كبير من المختطفين الإيزيديين في مناطق باغوز ومناطق أخرى تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي هذه الأثناء تصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبدعم جوي من التحالف الدولي على تحرير کامل الأراضي الحدودية بين سوريا والعراق وباغوز تحديداً، سمح لجميع عوائل التنظيم وانصاره بالخروج بإتجاه (قسد) باستثناء الأسر الايزيدية. وهذا واضح للجميع علی أن التنظيم يستخدم الأسر الايزيدية کدروع بشرية ومصيرهم بين نيران داعش من جهة وقصف ال(قسد) والتحالف الدولي من جهة اخرى. إن قتل 50 فتاة لم يكن ردا على ضغط التحالف الدولي، بعد توجيه ضربات جوية الى معقل داعش الأخير. فقادة التنظيم يعلمون أنهم خسروا كل المدن التي كانت تحت سيطرتهم، سوى بعض القرى والحجرات السرية تحت الأرض ويتواجد في هذه السجون المئات من الايزيديات والأطفال الايزيديين. وهنا الخوف الأكبر من أن يقوم تنظيم الدولة الإسلامية بقتل الأطفال والنساء والفتيات الأسيرات بحجة ان أيديولوجية التنظيم الإسلامية لاتسمح إطلاق سراحن، لانهن سبايا وغنائم للمجاهدين ولأنه وبحسب اعتقادهم فإن الايزيدية كفار.
بمعنی إذا خسر التنظيم مساحات أخرى سيقوم بقتل عدد كبير من الأسر الايزيدية، لأنهم لايستطيعون اخذ المخطوفين معهم إلى دولهم لغرض البحث عن حجة البرائة من التنظي. الصمت العراقي والعالمي تجاه قضية المختطفين الايزيديين، هو أكثر القضايا التي تثير الجدل لدى الشارع الأيزيدي وعوائل الضحايا تحديدا. ففي كل مرة تكتفي الحكومة العراقية ببيان استنكار على كل حدث وكأن المكون الايزيدي لا ينتمي لهذا الوطن. فبعد مرور أربعة سنوات لايزال الشعب الايزيدية يطالب بالإسراع بوضع الخطط الكفيلة لتحرير من تبقى من النساء الإيزيديات المختطفات وعدم تركهن يواجهن مصيرهن المحتوم، وبمرور السنوات يظل السكون عن جرائم اختفاء واختطاف واغتصاب الإيزيديات على يد “داعش” وصمة عار على جبين الحكومة العراقية والمجتمع الدولي. فعلى الرغم من معرفة الضحايا بالجاني، لكن بعضهم أفلتوا والبعض الآخر قد يفلتون من العقاب.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)