جميعنا يعرف أن اللص العادي هو الذي يسرق حاجياتنا بالصدفة، دون أن يختارنا. فمن الممكن أن يقوم بسرقة سيارتي أو سيارتك، منزلي أو منزلك. بمعنی أنه يختارنا بالصدفة. فالسرقة هنا تكون بالصدفة، دون إرادتنا وإختيارنا. وهذا النوع تقع عليه عقوبة السرقة. وقد شرَّع المُشرِّع له بند في العقوبات تحت بند السرقة. أما اللص السياسي، فهذا أشد خطورة علينا وعلی الوطن. مثل الذين سرقوا كل ما بناه قواتنا البيشمرگة في المناطق الكوردستانية التي تقع خارج نطاق حكومة اقليم كوردستان التي يسموها سارقوها ومن عمل معهم وتعاون على سرقتها (المناطق المتنازع عليها). وهذا النوع سرق حُلمنا وحُلم أبنائنا وشبابنا. كذلك سرق مستقبل أبنائنا ويسرق حُلْمنا بالوطن الغالي، ويسرق البسمة من وجهي ووجهك وأطفالنا. ولکن علی العکس من اللص العادي الذي يختارنا بالصدفة، يقوم البعض باختيار اللص السياسي!، کاعضاء الاتحاد الوطني ومؤيديه ومن كان لهم حق الاختيار سواء في الانتخابات البرلمانية او حتى في الانتخابات داخل الحزب الذين اختاروا الشخص الفاسد.
والأنكى هنا أن اللص العادي يُطارد ويحاكم ويسجن، بينما اللص السياسي تحمونه و تدافعون عنه وهو طليق. فلو كنتم حريصين على الوطن وعلى الشعب كان عليكم اول شي تفعلونه هو محاكمة الذين باعوا الوطن مقابل حفنة من النقود وهم يتباهون بها امام الناس وامام شاشات التلفاز! حاكموهم واجعلوا الامن والامان يعود الى المناطق التي بعتموها ودعوا الاهالي الذين خرجت من ديارهم بسبب خيانتكم. بعدها فكروا بالمناصب والقتال من اجل مصالحكم الشخصية. ولأن اللعبة تبدلت الان وطال أمدها وأصبحت مقززة، ولأنها لم تعد تمر بالسهولة الكافية التي كانت تمر سابقا، وكشفت اوراقكم التي تستعملونها فقط لمصالحكم الشعبية واصبحت مكشوفة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وليس له فقط وانما للاحزاب الباقية وللشعب ايضا. فخرجتم علينا الان بمسرحية جديدة اسمها التمديد وقلتم لقد اسرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اختيار هيئة الرئاسة للبرلمان. الم يكفي طول المدة الماضية؟ والمصيبة ليست بالنصب والسرقة فقط، إنما هي تهدف لصنع الثقة التي ضاعت بينكم و حتی بين الناخب الكوردي وکل شي وکل جلسة تنعقد من دون اعضاءكم تکون متفوقة بدجة 100% . فهل يا اعضاء حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ستحمون الشعب من لصوص السياسة الذين سرقوا حلمنا في 16 اكتوبر، وهل ستحمون الوطن من التفرق والضياع وهل ستحمون أبناءنا وشبابنا من ظلمكم وسرقة أحلامهم؟ هذه الأسئلة نطرحها عليکم وننتظر الجواب من خلال افعالکم القريبة القادمة.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)