أمريكا لم تخن الكورد ولكننا ليسنا برجال سياسة

تنتابني الدهشة عندما أرى الكثير من الآراء المختلفة من قبل بعض الكورد، سواء من يعمل بالاحزاب الكوردية أو في الصحافة أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت أو في الشارع الكوردي بصورة عامة!. ويقولون بأن الامريكان قد خانونا مرة أخرى، وأنا بدورى أقول بأن الأمريكان لم يخونونا، ليس الآن ولا فى الماضي. لان سياسة الأمريكان واضحة منذ القديم وهي أنه لا يوجد أعداء أو أصدقاء دائمين، وانما توجد مصالح دائمة. بمعنى أن الذي يهمهم هو مصلحة بلادهم وإقتصادهم ومواطنيهم. بعكس قادتنا وسياسيينا في الشرق، حيث همهم الوحيد هو التشبث بالسلطة وإن باعوا ثلاثة أرباع الوطن والشعب وإقتصادهم. لو قمنا بتقييم العلاقات الكوردية الأمريكية سواء الآن أو في الماضي، على سبيل المثال في نكسة عام (1975 أو 2017) مع كورد العراق أو الآن مع كورد سوريا. حيث كانت الضروف تتطلب ان تتحالف القوات الامريكية أو الغربية أو الروسية مع الكورد لمصالحهم فقط، وليس لسواد عيوننا أو أي شئ آخر. فعلى سبيل المثال الامريكان تحالفوا او أستعملموا الكورد في كوردستان الغربية (سوريا) لمصالحهم ضد تنظيم داعش الارهابي ولكي يعملوا معا للقضاء على داعش.

ولكن لم يكن هناك اتفاق أو بالاصح أن السياسيين الكورد لم يكن لهم مخطط واضح أو إتفاق مع الأمريكان بأن يعطوهم ضمانات بان يحموا الكورد والمنطقة الكوردية من أي هجوم أو خطر بعد إنتهاء داعش وإنسحاب القوات الأمريكية من كوردستان سوريا والمنطقة. بمعنی ان الامريكيين لم يخونوا الكورد وإنما قادة الكورد ليسوا بأهل للسياسة، وليسوا سياسيين محنكين أو يعرفوا معنى السياسة والتحالف. وإن سياسيينا فقط يريدون التحالف حتى لو كان مؤقتاً لكي يحمكوا وإن كان لبعض الوقت لكي ينهبوا ويسرقوا ويحكموا بدون وجه حق شعبه ومقدراته ويصفي منافسيه على الساحة السياسية. اذا ما فكرنا بفكر وأهداف اليبكة في كوردستان (روزئافا) سنجد أن أفكارهم إشتراكية وشيوعية على النمط الروسي. والذي يخالف المنهج والفكر الأمريكي ويتحالف مع الأمريكان وهم يعرفون جيدا والعالم أجمع يعرف بأن الأمريكان لا يثقون أبداً أو يقبلوا بأن يسيطر الفكر الاشتراكي أو الشيوعي في أي بقعة من العالم وخاصة في الشرق الأوسط. لكي لا يصنع موقع قدم للروس راعي الاشتراكية والشيوعية في العالم والمنطقة. والمنافس الأول والخطير للأمريكان.

فليس من المعقول أن يتحالف الأمريكان مع هذا الفكر بشكل جدي ودائم. حيث من المستحيل أن يبني الأمريكان قوة من هذا الفكر في المنطقة. لذلك فان تحالف الامريكان كان مجرد تحالف مؤقت وذات هدف معين وهو القضاء على داعش ليس إلا. لتتضح الصورة أمامنا جيدا وهي أنه ليس هناك خيانة من الأمريكان لنا وإنما قادتنا الحاليين ليسوا برجال سياسة أو رجال وطن.

·         صحفي وکاتب مقيم بالنرويج.

(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي صفحة أو جريدة روز ارتيکل)

Related posts

Leave a Comment