من المحزن جدا ان حكومة عادل عبدالمهدي تجري الان مباحثات مع قيادات في الاقليم من اجل المستقبل السياسي والاداري في شنكال. دون الرجوع الى اهلها واصحابها أجمعين. تلك الخطوة من المستحيل ان تحل عقدة النزوح، وثقة اولئك القلقين من عودة الادارة القديمة التي يصر عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني. في المقابل لا يمكن أن تكون الادارة المشكلة في الأيام القليلة الماضية حلا، وهي خطوة غير توافقية مع أطراف أخرى متنازعة في شنكال. الديمقراطي الكوردستاني سلاحه الوحيد في الحرب على شنكال هو الـ(PKK) مستخدم في سياسته اطراف عدة ممتعضة من تواجد المنضوين تحت لواء الـ(YPŞ) ومنها تركيا التي هددت وتهدد في مناسبات مختلفة بدخول المدينة. وهي الورقة المستخدمة في بغداد ايضا، والرسالة الموجهة من قبل الديمقراطي الكوردستاني ومفادها “أن وجود الـ(YPŞ) سوف يؤدي الى دخول تركيا” الأمر الذي يؤدي الى خضوع حكومة بغداد لسياسة الأمر الواقع للتفاوض مع الاقليم بتمثيل البارتي.
ومع وجود كم هائل ممن يسمون انفسهم “وجهاء شنكال” الخاضعين للديمقراطي وهم صاغرون. لن تنجح مساعي الـ(YPŞ) ومجلس شنكال بالسياسة المتخذة حاليا. لطالما الوجود العسكري لتلك القوات في قرى ومجمعات شنكال صوب أعين تركيا وحلفاءها من المرتزقة، والهاربين من شنكال، وحلفاء داعش من جيرة شنكال من العرب والكورمانج والذين يهلهلون مع أي تصريح جديد لحكومة انقرة باستهداف شنكال. ومن العقل وعينه أن تعود تلك القوات الى الجبل، وتزيل وجودها من القرى والمجمعات ومركز المدينة وتمارس السياسة واخواتها. او تنخرط في صفوف الجيش والشرطة العراقية، في خطوة تشابه ما اتخذتها قوات سوريا الديمقراطية في منبج بدعوة الجيش السوري لدخول المدينة. ولكن هذه الخطوة يجب أن تكون بضمان عدم عودة بيشمركة الديمقراطي الكوردستاني للمدينة حتى يُسمح للنازحين بالعودة الى ديارهم مواطنين عراقيين حالهم حال السيد مسعود بارزاني!
المضحك المبكي في سياسة مؤيدي ومريدي الديمقراطي الكوردستاني هو تمسكهم بالحبل الطويل للأكاذيب. ففي بيان لرئيس مجلس قضاء شنكال “الشرعي” السيد ويس نائف قال “حوالي ١٠٠ الف ايزيدي هاجروا العراق بسبب وجود قوات الـ(PKK) والحشد الشعبي في شنكال” الامر الذي يدعو المتلقي لهكذا حديث الى تسميتها بكذبة عام 2018. مشكلة تلك “الإدارة الشرعية” أنها تمارس الكذب اينما وجد، ومستعدة أن تضحي بأخر أيزيدي على وجه الارض لإرضاء قيادة الديمقراطي الكوردستاني تارة، والبقاء على مصالحها تارة أخرى. الا ان الديمقراطي الكوردستاني لا يعتمد في سياسته كحزب على هؤلاء فقط بل على طبالين فافونيين من عرب شنكال ايضا والذين تخلوا حتى عن عروبتهم لصالح جيبهم المستكرد. ذلك الجيب الذي حملهم على لسان ما يسمى نفسه “المتحدث بأسم عشائر المناطق المتنازعة” الربع شيخ مزاحم الحويت والذي حّمل نفسه نيابة عن الديمقراطي الكوردستاني باستهداف تركيا لشنكال في تصريح مريض لقناة العربية الحدث، وهو المهجّر الذي اعطاه البارتي لقب “الشيخ” لاستخدامات سياسية بحتة.
مسألة شنكال ومستقبلها لا يمكن بأي شكل من الاشكال أن تكون حلولها في العصا السحري الذي يدعّي الديمقراطي الكوردستاني انه يمتلكها. فالحقية تقول أن أكثر من نصف النازحين في مخيمات دهوك يخشون عودتهم الى شنكال. ووجودهم هناك في الخيم منذ أكثر من أربعة سنوات ونصف ليس مرتبطا بوجود تلك القوات المتواجدة على ارض شنكال، والصراع الدائر على الارض. بقدر خشيتهم أن “تعود حليمة لعادتها القديمة” الحل في شنكال بين أيدي حكومة بغداد في انخراط ابناء المدينة في صفوف الجيش والشرطة حصرا، وايجاد فرص عمل بعيدة عن التسول على أبواب فزاعات الاحزاب، سواء كانت عربية او كوردية، وإلا فإن فتيل النزاع يكفيه الوقود الموجود على الارض لسنوات كثيرة قادمة.
- کاتب وصحفي وناشط مستقل مقيم في المانيا.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي صفحة او جريدة روز ارتيکل)