صعوبة حب الوطن لدى البعض وذلك بسبب اخطاء بعض الأشخاص. هل فكرت ولو لمرة واحدة عن جيرانك الأتراك والإيرانيين كيف يحبون اوطانهم. لقد أتخذوا من الدين الاسلامي وسيلة لتحقيق أهدافهم الوطنية. أي انهم يوظفونه لمصالحهم القومية ولکن بعض البسطاء من الناس لايرون هذا. ومن الأمثلة على هذا الموضوع في اوقات الانتخابات في المدن الکوردية يحصل شخص من حزب إسلامي تركي علی أصوات الناخبين الأكراد؟ يا ترى ما هو السبب الرئيسي وراء هذا؟ هل هو عدم وجود حب وشعور بالانتماء للقومية الكردية لديهم، أم أنهم بسطاء لايعرفون تأريخهم؟ كيف ان الأتراك ذبحوا آبائهم وسلبوا أراضيهم وارتکبوا أبشع الجرائم ضدهم. يقولون للأكراد ‘من سيكون سندكم في الآخرة، هل قوميتكم أم إيمانكم؟’ كلامهم هذا موجه للبسطاء ومضمونه (نحن أخوة في الإسلام وإن الشيئ الوحيد والأهم في الحياة البشرية هو الدين. عليكم بدينكم فليس هناك أقوام وإنما كلنا أمة واحدة وهي أمة الإسلام). الأكراد المسلمين يحبون دينهم بشكل عجيب وغريب وهم ليسوا كما جيرانهم. الأكراد يحبون دينهم بكل صدق و إيمانا به وجيرانهم يعاملون الدين كعادات وتقاليد ومصالح قومية وبهذا نقع في فخهم.
علينا أن نرى الأمور بأعين مفتوحة فقد إنتهى زمن البسطاء ونحن الآن في زمن العولمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. علينا أن نكون مسلمين بحق ووطنيين بحق. نحن أولى بوطننا الذي سلبوه منا بالظلم والقتل. الكل يعرف بأن هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بالفساد المالي والإداري في الأقليم. ولكن لا يجب أن يكون هذا سببا لكي نكون ضد قوميتنا. كل منا يستطيع أن يقوم بعمل الخير أينما كان ولکن ليس من العدل أن ننسى كل تلك المظالم التي سببها لنا جيراننا. نحن شعب يحب السلام ويحب أن يخدم ضيفه بكل أحترام. فهم ضيوف على أراضينا أينما كانوا؛ كردستان العراق أو كردستان تركيا أو كردستان إيران أو كردستان سوريا. ولكن يجب على الضيف أن يعرف حدوده، فهم لم يشبعوا من دمائنا منذ عصور ولحد الآن. فمن الآن وصاعدا الأكراد أصبحوا قوة يعترف بها دوليا. وهم يقاتلون الإرهابيين بأسلحة الدول العظمى. ولديهم قيادة حكيمة وجيش يبنى نظاميا وهم البيشمركة خير قوة حاربت الدواعش. أصبحت كردستان قبلة للعالم المتقدم. وذلك بسبب موارده الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي.
نحن نعرف اوضاعنا منذ العام ١٩٩٢ ولحد الان وكيف تحولنا من الصفر إلى المئة درجة، من التغير نحو التطور والتقدم والأزدهار الأقتصادي والأجتماعي والثقافي تحت حكم أناس يحبون وطنهم بوفاء، وهم أبناء القائد الراحل الملا مصطفى البارزاني. وهو من أبرز قادة الكورد في مقاومة الدكتاتورية وفي قيادة الكردستانيين نحو أهدافهم القومية المشروعة، من خلال نضال شاق وبحكمة. واليوم نحن فخورون بوجود قياديين من هذه السلسلة الوفية للقومية الكردية على رأس الحكومة الجديدة في أقليم كردستان. من بين هذه الشخصيات نيجيرفان البارزاني وإبن عمه مسرور مسعود البارزاني اللذان كانا في حسن الأداء في رئاسة الحكومة والأمن الوطني. وهذا أفضل أختيار من الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس مسعود البارزاني في تشكيلة الحكومة الجديدة. وأخيرا نقول إن الشئ الوحيد الذي يمكن أن يكون سببا في نجاح الأمة الكردية للوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها، هي وجود أناس يحبون وطنهم وقوميتهم بوفاء.
(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي صفحة او جريدة روزارتيکل)