منذ أيام والحديث علی مواقع التواصل الاجتماعي يدور حول نادية مراد وإستلامها لجائزة نوبل. عدد کبير من الکورد وخاصة الشباب المتحمس ينتقدون نادية وحتی أن هناك من يقذفون هذه السيدة بالفاظ بذيئة ايضا. وذلك لعدم تکلمها باللغة الکوردية وعدم ذکرها للپيشمرگة والکورد. في حين تکلمت بالعربية وشکرت العراق! وقد تکرر هذا العتب والانتقاد لهذه الضحية کثيرا خلال السنوات الماضية. کل هؤلاء المنتقدين يرون بأن نادية انسانة غير وفية تجاه تضحيات الالاف من الپيشمرگة الذين استشهدوا وجرحوا في سبيل تحريرها وتحرير مناطقهم. وهي غير مخلصة لقوميتها وإخوانها وأخواتها من الکورد الذين حضنوا مئات الالاف من النازحين الايزيديين. والحقيقة ان هناك حقيقة لا يمکن إخفائها وهي أن اغلبية الايزيديين يقولون بأنهم ليسوا کوردا وأخص بالذکر اهل شنگال وضواحيها. والفرق بين هؤلاء ونادية مراد هو أن السيدة نادية شخصية عالمية حرة تستطيع ودون تردد أن تقول أي شيء وهذا واضح من خلال تصرفاتها واعمالها. أما البقية فأغلبيتهم نازحون ويخشون علی وضعهم، لذلك يحتفظون به في قلوبهم.
مع ذلك کثيرا ما نری اشخاص ايزيديين علی شاشات التلفزة والمؤسسات الاعلامية يتحدثون عن قوميتهم الکوردية، ولکنني أعتقد بأن عددهم قليل. وهم إما اعضاء في حزب معين أو موظفين حکوميين أو تجار. وهناك شيء أهم من کل هذا ولا يتم الحديث عنه مع الاسف. وهو سبب أو أسباب هذا الإبتعاد من قبل نادية مراد والايزيديين! تری ما الذي يدفع الايزيديين وخاصة اهل شنگال للابتعاد عن الکورد والپيشمرگة الی درجة الانزعاج من الحديث عنهم؟! بإعتقادي أن أحد هذه الاسباب يعود الی احداث مابعد ٢٠٠٣ وسقوط نظام الدکتاتور صدام حسين. عندما وقعت شنگال تحت سيطرة الپيشمرگة واستقبلهم الشنگاليون بالهلاهل والافراح. لکن أفراحهم هذه لم تدم طويلا، لأن بعض من مسؤولي الپيشمرگة الذين رحب بهم الشنگاليون عاملوا أهل المنطقة بخشونة، صنفوهم کمواطنين من الدرجة الثانية، حرموهم من الخدمات ومن فرص العمل، وابعدوا عددا غير قليل من المناضلين الايزيديين الکورد وأهملوا معابدهم و… الخ. والدليل علی هذا الکلام هو أن الشنگاليين هم أکثر من يثيرون هذا الموضوع.
رغم کل هذا أری أن لنادية مراد وفاءا للپيشمرگة والشعب والقومية الکوردية. وهي کذلك تنظر بعين الإعتبار لمساعدات السيد نيچيرڤان البارزاني في سبيل تحريرها هي وصديقاتها ومساندته لها بإستمرار. وهذا بإعتقادي ما يجعلها تغض النظر عن مآسي ماقبل داعش وإن ذکرتها فلا عتب عليها. لأنها حقيقة وعايشتها بنفسها. أما الان ولکي يتضح للإيزيديين بأن الإهمال والمعاملة الخشنة التي تلقوها قبل مجيئ داعش، کانت علی مستوی الأفراد ولا تمثل سياسة السلطة الکوردية، يجب علی الحزب الديمقراطي الکوردستاني بإعتباره صاحب السلطة في تلك المناطق أن يبحث ويتعمق في صلب الموضوع. وأن يتخذ خطوات جدية لمحاسبة المفسدين الذين أسسوا للتفرقة الطبقية في شنگال وجعلوه نظاما وساروا عليه وأدت الی ما نراه اليوم.