تتعرض المرأة الكوردية لظلم مزدوج، مرة لأنها تعيش بلا وطن في ظل انظمة دكتاتورية قمعت الكورد في الاجزاء الاربعة من كردستان، ومرة اخرى لأنها أنثى تتعرض للعديد من انواع الاضطهاد سواء كان نفسيا او جسديا. ورغم اننا نعيش في القرن
الواحد والعشرين الا ان حالات اهانة المرأة وحتى ضربها مازال قائما في مجتمعنا الكوردي. ومع وجود ذاك التعنيف وتلك النظرة الدونية للمرأة والتي نتلمسها بالتعامل مع بعض الاشخاص في الحياة اليومية، الا انها استطاعت إثبات نجاحها في كل مجال عملت به فنجدها الطبيبة، المهندسة، المعلمة، ربة المنزل، المقاتلة والكاتبة…
شاركت المرأة الكردية في تشكيل الأحزاب والمنظمات النسائية مع بدايات تأسيس الحركة السياسية الكوردية في سوريا. ولكن دورها اقتصر على تنظيم واحياء المناسبات القومية وايصال الجرائد والمنشورات الحزبية من منطقة لأخرى. وذلك حرصا عليها بسبب الممارسات اللااخلاقية للنظام البعثي. وايضا لأنها كانت تتبع سياسات وأفكار الرجل الذي كان غالبا احد أفراد عائلتها.
لم يثني كل الاضطهاد الذي تعرض له الشعب الكوردي في سوريا، المرأة الكوردية عن نضالها في سبيل كسب حقوق شعبها. ووقفت إلى جانب الرجل في كل المراحل العصيبة التي مر بها الشعب الكوردي. ففي انتفاضة قامشلو/ مارس 2004 تعرضت للقتل والاعتقال. وفي السنوات الاخيرة مع بدء الثورة انخرطت المرأة في المجال السياسي بشكل اكبر وكسرت حاجز الخوف الذي كان مفروضا رغم وجود العديد من التهديدات ايضا من قبل الاطراف المسلحة الموجودة في المنطقة. فكانت المشاركة الاولى في التظاهرات التي طالبت برحيل النظام البعثي وبسورية ديمقراطية اتحادية، يضمن دستورها حقوق الشعب الكوردي وكافة المكونات السورية.
رغم النجاحات التي حققتها المرأة الكوردية في سوريا ووجودها ضمن الاطر السياسية، الا انها لم تصل لمركز القرار وإن وجدت فهي حالات نادرة تعد على اصابع اليد الواحدة. وذلك بسبب انانية الرجل الذي مازال رغم ادعائه التحرر يجد نفسه الانسب والافضل لاتخاذ القرارات المصيرية، ايضا دور الاعلام الكوردي الذي يسعى لاهثا وراء الرجل السياسي دون المرأة السياسية، كذلك العادات والتقاليد التي تنظر بعين الشك للمرأة السياسية وهذا ينطبق “نوعا ما” على المجلس الوطني الكوردي الذي تأسس في أكتوبر 2011.
واذا ما تحدثنا عن حزب الاتحاد الديمقراطي، فنجد المرأة تشارك الرجل في كافة المراكز القيادية. لكن يتبادر الى اذهاننا السؤال التالي: هل حقا هي مخولة لاتخاذ القرار المناسب دون ان تتدخل قيادة قنديل في تلك القرارات؟ بالطبع ليست مخولة ووجودها في المناصب الحساسة ما هي الا دعاية اعلامية للتظاهر بالتحرر. المرأة “البيداوية– البككاوية” ترضخ لقرارات نابعة من فكر إيديولوجي، حتى تلك التي حملت السلاح– مقاتلات YPJ- تم تجريدها من انوثتها تماما وليس بمقدورها حماية نفسها اصلا. ونجد ان المستهدفات اللواتي يتم عسكرتهن هن من القاصرات اللواتي تركن مقاعد الدراسة وهذا هو الاستغلال بحد ذاته وايضا جهل اخر يضاف الى مجتمعنا الكوردي.
تبقى الجهة الوحيدة التي تستطيع انقاذ المرأة واقامة مجتمع متحرر يؤمن بسواسية حقوق “المرأة والرجل” هو المرأة ذاتها، عبر ثقتها بنفسها وتربية ابنائها بترسيخ ما تجده يفضي الى رقي العقول وبالتالي المجتمع والغاء كل ما تجده ظالما للمرأة.
-
ناشطة سياسية من غرب کوردستان.