هل نحن شعب محب للاستبداد بطبعه؟

عبارة أصبح يتداولها الكثير من الناس اليائسين والمحبطين والساخطين عما آلت إليه الأوضاع في اقلیم كوردستان. فهناك البعض یتفنن في شتم الشعب وينعته بأشد العبارات. فالشباب يلومون الكبار ويرونهم عاشقين للاستبداد ومشاعر كراهية لا تتوقف والرغبة في الهجرة وترك الناس تلاقي مصيرها، والشماتة في كل مصيبة وكارثة تحدث، اصبح أمراً عاديا بين قطاعات واسعة من فٸات الشعب الکوردي. اذ أن أسوء أنواع الاستبداد التي يستخدم فيها الحاكم جزءً من الشعب ضد الشعب نفسه، ويقنعهم أنهم يقاتلونهم من أجل مصلحة الوطن ومستقبله، بينما هم في الحقيقة يهدمون مستقبلهم بأيديهم ويعتقدون أنهم يسيرون للأفضل، بينما تتسارع خطواتهم إلى الهاوية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا نرضى بالظلم و الاستبداد؟ فهناك دوافع كثيرة أولها الخوف من القمع، فبعض الناس يؤيدون الاستبداد ويباركون خطواته اعتقاداً منهم أن ذلك يحميهم من سطوته وبطشه وأنهم طالما أيدوا حتى لو على حساب ظلم ألاخرين فإنهم في أمان وما أكثرهم بيننا للأسف الشديد. والثاني الاستفادة من القمع، وهذا ينحصر في طبقات معينة لها علاقة بصراعات السلطة والمال وجماعات المصالح التي تستفيد من قمع مجموعات سياسية معينة للحفاظ على مصالحها وتأمين وتكريس فسادها. والثالث خوف الناس من خطر محتمل يفوق خطر القمع الحالي، عبر الفزاعات الإعلامية التي تروج للناس وينطبق على هذا الآفه الشهيرة (نحن أحسن من سوريا والعراق). والرابع رغبة الناس في السكوت وعدم التغيير؛ خوفاً من المستقبل الغامض. وأخيراً عدم وجود بديل واضح أمام الناس يقوي رغبتهم في التغيير ويحفزهم على دفع ثمنه. كل هذه الأسباب مجتمعةً أو منفصلة يمكننا ملاحظتها في مجتمعنا الذي يجب عليه ان يتغير ولا يرضى بالظلم والاستبداد، لا يوجد شعب محب للاستبداد بطبعه، ولكن توجد شعوب وضعت بين خوفين وتهديدين فاختارت واحدا منهما، رغم أنها كان عليها رفض الاثنين معا.

(المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولا تعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)

Leave a Comment

پۆستی ئەلیکترۆنییەکەت بڵاوناکرێتەوە. خانە پێویستەکان دەستنیشانکراون بە *

Scroll to Top