بهير وحيد عارف- دهوك*
هناك سؤال يتبادر في الذهن، هل نطعم الفقراء من أجل أن يرانا الناس أم من أجل أن يرانا الله ويؤجرنا على قدر نياتنا؟ يقف أحدنا بكل فخر و اعتزاز وكأنه سيأتي بما لم یستطع الأوائل من العالمین ليلتقط لنفسه صورة مع أحد الفقراء، وهو يمد يده بوجبة طعام إلى أحد العواٸل المحتاجة وهو ينظر إلى عدسة الكاميرا. في مشاهد أستفزازية تكرر بشكل ملحوظ وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. في استخفاف كامل بمشاعر الفقراء والمحتاجين، وكأن هؤلاء لیس لهم کرامة. كم هو محزن أن يتم استغلال حاجة هؤلاء الناس لإرضاء غرور أحدهم. أو لإظهار بعض العقد النفسية في نفوس البعض. کحب التباهي والتفاخر، والقيام بتصوير هؤلاء المحتاجين وتصوير مدى انكسارهم وضعفهم وهم يتلقون الصدقات من أيدي أولئك المرائين. ورغم أن البعض قد يفسر هذا التصرف على أنه يأتي من باب الحث على الخير وتشجيع الآخرين على البذل والعطاء. ونسيً أن ما يحدث الآن إنما هو استهتار بمشاعر المحتاجين.
فكم من فقير متعفف وأسرة متعففة لا تريد أن يعلم أحد بحاجتها وفقرها. ليأتي هؤلاء المتباهون بالصدقة ويفضحوهم على رؤوس الأشهاد وكأنهم يجهلون فضل صدقة السر ويتغافلون عن حديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حينما ذكر أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله حيث قال: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه). ومن يدري فقد تكون هذه التصرفات هي إحدى سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي. التي ساهمت بشكل كبير في إبراز بعض الجوانب الخفية في دواخلنا من حب التفاخر والتباهي بفعل الخير. وقد ساهمت كاميرات الهواتف الذكية والتي لا تكاد تفارق أيدينا ولو لحظة واحدة في انتشار مثل هذه الحالات. لدرجة أن البعض أصبح يصور نفسه وهو يصلي أو يطوف أويتصدق بماله. إن احترام كرامة الإنسان مهما كان وضعه الاجتماعي والاقتصادي تعتبر واجباً انسانیا و دينيا قبل أن تکون صفة عند البعض.
- (المقالات تعبر عن رأي الکتاب ولاتعبر عن رأي موقع أو جريدة روز ارتيکل)